فالجواب عنها : أنّ كثيرا منها يدلّ على عدم الترتيب بين الرأس والجسد أيضا ، مثل صحيحة أحمد بن محمّد المذكورة ، وصحيحة يعقوب بن يقطين عن أبي الحسن عليهالسلام قال : «الجنب يغتسل ـ إلى أن قال ـ ثمّ يصب الماء على رأسه وعلى وجهه وعلى جسده كلّه ، ثمّ قد قضى الغسل ، ولا وضوء عليه» (١). إلى غير ذلك من الأخبار الصحاح والمعتبرة.
فما هو الجواب بالنسبة إلى ترتيب الرأس مع الجسد ، فهو الجواب بالنسبة إلى ترتيب اليمين واليسار ، والترتيب بين الرأس والجسد لا تأمّل لأحد فيه ، وثابت من غير واحد من الأخبار بالنصيّة ، مثل صحيحة ابن مسلم وحسنة زرارة السابقتين (٢) ، وحسنة حريز عن الصادق عليهالسلام : «من اغتسل من جنابة ولم يغسل رأسه ، ثمّ بدا له أن يغسل رأسه لم يجد بدّا من إعادة الغسل» (٣). إلى غير ذلك من الأخبار المعتبرة.
فظهر أنّ المقام في الأخبار المزبورة لم يكن مقام بيان ماهيّة الغسل وهيئته ، بل مقام ذكر عدم الوضوء فيه ، وأمثال ذلك ، مع احتمال التقيّة ، لأنّ القول بالترتيب المذكور من منفردات علمائنا ، كما صرّح به في «الذخيرة» (٤) ، مع احتمال وكول الأمر في الترتيب في البدن على الظهور من الخارج ، كوكول الأمر في كون الغسل بالماء المطلق والطاهر وغير ذلك من الشرائط.
وظهر لك هنا أيضا من الخارج من الإجماعات والأخبار وغيرها ما ظهر ،
__________________
(١) تهذيب الأحكام : ١ / ١٤٢ الحديث ٤٠٢ ، وسائل الشيعة : ٢ / ٢٤٦ الحديث ٢٠٦٥.
(٢) مرّت الإشارة إليهما آنفا.
(٣) تهذيب الأحكام : ١ / ١٣٣ الحديث ٣٦٩ ، الاستبصار : ١ / ١٢٤ الحديث ٤٢١ ، وسائل الشيعة : ٢ / ٢٣٥ الحديث ٢٠٣٤.
(٤) ذخيرة المعاد : ٥٦.