ذو الابعاد الثلاثة يحتوي هذا الكتاب ، وهذا الكتاب ـ انتبهوا الى العبارة ـ يقول « انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون » هذا الكتاب ليس تاريخ الطبري لا يسجل الوقائع الطبيعية ، الفسلجية ، الفيزيائية ، انما يمدد ويستنسخ ما كانوا يعملون كأمة. ما كانت الامة تعمله كأمة يعني العمل الهادف ذو الموج بحيث يكون العمل منسوبا للأمة وتكون الامة مدعوة الى كتابها. هذا العمل هو الذي يحويه هذا الكتاب ، بينما في آية اخرى نلاحظ قوله سبحانه وتعالى « وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا ، اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا »(١) هنا الموقف يختلف ، هنا كل انسان مرهون بكتابه ، لكل انسان كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة من اعماله من حسناته وسيئاته وهفواته وسقطاته من صعوده ونزوله الا وهو محصي في ذلك الكتاب. والكتاب الذي كتب بعلم من لا يغرب عن علمه مثقال ذرة في الارض. كل انسان قد يفكر ان بامكانه ان يخفي نقطة ضعف ، ان يخفي ذنبا ، سيئة عن جيرانه وقومه وامته ، واولاده ، وحتى عن نفسه ، يخدع نفسه يرى انه لم يركب سيئة ولكن هذا الكتاب الحق
__________________
(١) سورة الاسراء : الآية (١٣).