والدرجة الثانية من
الحب المحور ان يستقطب هذا الحب كل وجدان الانسان ، بحيث لا يشغله شيء عنه على
الاطلاق ومعنى انه لا يشغله شيء عنه انه سوف يرى محبوبه وقبلته وكعبته اينما توجه
، اينما توجه سوف يرى ذلك المحبوب ، هذه هي الدرجة الثانية من الحب المحور ، هذا
التقسيم الثنائي ينطبق على حب الله وينطبق على حب الدنيا ، حب الله سبحانه وتعالى
، الحب الشريف لله المحور يتخذ هاتين الدرجتين ، الدرجة الاولى يتخذها في نفوس
المؤمنين الصالحين الطاهرين الذين نظفوا نفوسهم من اوساخ هذه الدنيا الدنية هؤلاء
يجعلون من حب الله محورا لكل عواطفهم ومشاعرهم وطموحاتهم وآمالهم ، قد ينشغلون
بوجبة طعام ، بمتعة من المتع المباحة ، بلقاء مع صديق ، بتنزه في شارع ، ولكن يبقى
هذا هو المحور الذي يرجعون اليه بمجرد ان ينتهي هذا الانشغال الطارىء ، واما
بالدرجة الثانية فهي الدرجة التي يصل اليها اولياء الله من الانبياء والائمة عليهم
أفضل الصلاة والسلام ، « علي بن أبي طالب » الذي نحظى بشرف مجاورة قبره ، هذا
الرجل العظيم كلكم تعرفون ماذا قال ، هو الذي قال « بأني ما رأيت شيئا الا ورأيت
الله معه وقبله وبعده وفيه » لان حب الله في هذا القلب العظيم استقطب وجدانه الى
الدرجة التي منعه