أمانة وخيانة ، صمودا وانهيارا ، انما هو الانسان وفقا لمحتواه الداخلي. لمثله الاعلى لمدى التحامة مع هذا المثل الاعلى. هذه هي العلاقة الاولى وأما العلاقة القرآنية الثانية التي تمثل وتجسد تأثير علاقات الانسان مع الطبيعة ، فمؤدى هذه العلاقة القرآنية هو أنه كلما جسدت علاقات الانسان مع اخيه الانسان العدالة وكلما استطاعت ان تستوعب قيم هذه العدالة وان تبتعد عن أي لون من ألوان الظلم والاستغلال من الانسان لاخيه الانسان ، كلما وقع ذلك ازدهرت علاقات الانسان مع الطبيعة وتفتحت الطبيعة عن كنوزها وأعطت المخبوء من ثرواتها ونزلت البركات من السماء وتفجرت الارض بالنعمة والرخاء ، هذه العلاقة القرآنية هي العلاقة التي شرحها القرآن الكريم في نصوص عديدة قال سبحانه وتعالى « وألوا استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماءا غدقا » (١) « ولو انهم أقاموا التوراة والانجيل وما أنزل اليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت ارجلهم » (٢) ، « ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ، ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا
__________________
(١) سورة الجن : الآية (١٦).
(٢) سورة المائدة : الآية (٦٦).