إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الكشف والبيان [ ج ١٠ ]

85/344
*

لغتان مثل مدب ومدب ومصح ومصح ، وقال الآخرون : بالفتح المصدر وبالكسر موضع الفرار مثل المطلع والمطلع.

(كَلَّا لا وَزَرَ) لا حصن ولا حرز ولا ملجأ ، قال السدي : لا جبل ، وكانوا إذا فزعوا نحوا إلى الجبل فتحصّنوا به فقال الله سبحانه : لا جبل يومئذ يمنعهم.

(إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ) أي مستقر الخلق وأعمالهم وكل شيء ، وقال مقاتل : المنتهى فلا يجد عنه مرحلا نظيره (وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى) وقال يمان : المصير والمرجع ، وهو قول ابن مسعود نظيره (إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى) (١) و (إِلَى اللهِ الْمَصِيرُ) (٢) وقوله سبحانه (أَلا إِلَى اللهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ) (٣).

(يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ) (٤) قال ابن مسعود وابن عباس : قدم قبل موته من عمل صالح أو طالح وما أخر بعد موته من سنة حسنة أو سيئة يعمل بها. عطية عن ابن عباس : (بِما قَدَّمَ) من المعصية (وَأَخَّرَ) من الطاعة. مجاهد : بأول عمل عمله وآخره. قتادة : (بِما قَدَّمَ) من طاعة الله (وَأَخَّرَ) من حقّ الله فضيّعه. ابن زيد : (بِما قَدَّمَ) من عمل من خير أو شر وما (أَخَّرَ) من العمل بطاعة الله فلم يعمل به.

عطاء : (بِما قَدَّمَ) في أول عمره وما (أَخَّرَ) في آخر عمره. زيد بن أسلم : (بِما قَدَّمَ) من أمواله لنفسه وما (أَخَّرَ) خلّف للورثة ، نظيره (عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ) (٥).

سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول : سمعت أبا سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان يقول : سمعت أبي يقول : سمعت أبا عثمان يقول : خمس مصائب في الذنب أعظم من الذنب :

أوّلها : خذلان الله لعبده حتى عصاه ولو عصمه ما عصاه.

والثانية : أن سلبه حلية أوليائه وكساه لباس أعدائه.

والثالثة : أن أغلق عليه أبواب رحمته وفتح عليه أبواب عقوبته.

والرابعة : نظر إليه وهو يعصيه.

والخامسة : وقوفه بين يديه يعرض عليه ما قدّم وأخّر من قبائحه.

فهؤلاء المصائب الخمس في الذنب أعظم من الذنب.

__________________

(١) سورة العلق : ٨.

(٢) سورة آل عمران : ٢٨.

(٣) سورة الشورى : ٥٣.

(٤) سورة القيامة : ١٣.

(٥) سورة الإنفطار : ٥.