قال : سمعت الحسن وأبا رجاء يقرآن : (فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ) قد لصق بالتراب من الفقر فليس له مأوى إلّا التراب.
وسمعت أبا القاسم الحلبي يقول : سمعت أبا حامد الخازرجي يقول : المتربة هاهنا من التربة وهي شدّة الحال ، وأنشد الهذلي :
وكنّا إذا ما الضيف حلّ بأرضنا |
|
سفكنا دماء البدن في تربة المال (١) |
أخبرني الحسن قال : حدّثنا عمر بن أحمد بن القاسم النهاوندي قال : حدّثنا موسى بن إسحاق الأنصاري قال : حدّثنا عبد الحميد بن صالح قال : حدّثنا عيسى بن عبد الرحمن عن طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب قال : جاء أعرابي إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله علّمني عملا يدخلني الجنّة فقال : «لئن أقصرت الخطبة لقد أعرضت المسألة أعتق النسمة وفكّ الرقبة» ، قال : أوليسا واحدا!؟
قال : «لا ، عتق النسمة أن تفرد بعتقها ، وفكّ الرقبة أن تعين في ثمنها ، والمنحة الوكوف والفيء على ذي الرحم الظالم ، فإن لم تطق ذاك فاطعم الجائع واسق الظمآن ، وأمر بالمعروف وانه عن المنكر ، فإن لم تطق ذاك فكفّ لسانك إلّا من خير» [١٥٢] (٢).
(ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا) قيل : ثمّ بمعنى الواو (وَتَواصَوْا) أوصى بعضهم بعضا (بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ) برحمة الناس. (أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ * عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ) قرأ أبو عمرو وعيسى وحمزة ويعقوب بالهمزة هاهنا ، وفي سورة الهمزة وغيرهم بلا همزة ، وهما لغتان. المطبقة ، قال الفراء وأبو عبيدة يقال : أصدت وأوصدت إذا أطبقت وقيل : معنى الهمزة المطبقة وغير الهمزة المغلقة ، ومنه قيل للباب : وصيد.
__________________
(١) لسان العرب : ١١ / ١٩١.
(٢) كنز العمال : ٦ / ٤٣٧ ح ١٦٤٢٩.