وبدت كان ترائبا نحرها |
|
جمر الغضا في ساعة يتوقّد |
وقال آخر :
والزعفران على ترائبها |
|
شرق به اللّبات والصدر (١) |
وقال المثقب العبدي :
ومن ذهب يسن على تريب |
|
كلون العاج ليس بذي غضون (٢) |
(إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ) قال قتادة : إنّ الله سبحانه على بعث الإنسان وإعادته بعد الموت قادر ، وقال عكرمة : إن الله سبحانه على ردّ الماء إلى الصلب الذي خرج منه لقادر ، وعن مجاهد : على ردّ النطفة في الإحليل ، وعن الضحاك : إنه على ردّ الإنسان ماء كما كان قبل لقادر ، مقاتل بن حيان عنه : يقول : إنّ شئت رددته من الكبر إلى الشباب ومن الشباب إلى الصبى ، ومن الصبى إلى النطفة ، وعن ابن زيد : أنه على حبس ذلك الماء لقادر حتى لا يخرج.
وأولى الأقاويل : بالصواب تأويل قتادة لقوله تعالى : (يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ) أي تظهر الخفايا ، وقال قتادة ومقاتل وسعيد بن جبير عن عطاء بن أبي رياح : السرائر : فرائض الأعمال كالصّوم والصلاة والوضوء وغسل الجنابة ، ولو شاء العبد أن يقول قد صمت وليس بصائم وقد صلّيت ولم يصلّ وقد اغتسلت ولم يغتسل لفعل.
أخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا طلحة وابن البواب قال : حدّثنا أبو بكر بن مجاهد قال : حدّثنا إسماعيل عن عبد الله بن إسماعيل عن ابن زيد (يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ) قال : السرائر : الصلاة والصيام وغسل الجنابة ، ودليل هذا التأويل ما أخبرنا الحسين قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن إسحاق قال : أخبرني عروبة قال : حدّثنا هاشم بن القاسم الحراني قال : حدّثنا عبد الله بن وهب عن يحيى بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الجبلي عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ثلاث من حافظ عليها فهو وليّ الله حقا ، ومن اختانهن فهو عدو الله حقا ، الصلاة والصوم والغسل من الجنابة» [١٢٨] (٣).
(فَما لَهُ) : يعني الإنسان الكافر (مِنْ قُوَّةٍ) تمنعه (وَلا ناصِرٍ) : ينصره (وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ) أي ترجع بالغيث وأرزاق العباد كلّ عام ، لولا ذلك لهلكوا وهلكت معايشهم ، وقال ابن عباس : هو السحاب فيه المطر.
وأخبرنا ابن عبدوس قال : أخبرنا ابن محفوظ قال : حدّثنا عبد الله بن هاشم قال : حدّثنا
__________________
(١) تفسير القرطبي : ٢٠ / ٥ ، وفيه : والنحر بدل : الصدر.
(٢) المصدر السابق.
(٣) تفسير القرطبي : ٢٠ / ٩.