(كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) قال مقاتل : أنزلت في اليهود حين قالوا : إن الله لا يقضي يوم السبت شيئا ، فأنزل الله سبحانه : (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ).
أخبرني أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمد إبراهيم الحوضي قال : أخبرنا أبو أحمد عبد الله ابن عدي الحافظ قال : حدّثنا عبد الله بن محمد بن طويط أبو القاسم البزاز قال : حدّثنا إبراهيم ابن محمد بن يوسف الفريابي قال : حدّثنا عمر بن بكر قال : حدّثنا حارث بن عبيدة بن رياح الغسّاني عن أبيه عن عبدة بن أبي رياح عن مثبت بن عبد الله الأزدي عن أبيه عن عبد الله بن منيب قال : تلا علينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم هذه الآية (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) فقلنا : يا رسول الله وما ذاك الشأن؟ قال : «يغفر ذنبا ، ويفرج كربا ، ويرفع قوما ، ويضع آخرين» [١٦٨] (١).
وحدّثنا أبو بكر محمد بن احمد بن عبدوس إملاء قال : أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد ابن يحيى البزاز ، قال : حدّثنا يحيى بن الربيع المكي قال : حدّثنا سفيان بن عيينة قال : حدّثنا أبو حمزة الثمالي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : إن ممّا خلق الله سبحانه وتعالى لوحا من درّة بيضاء ، دفتاه ياقوتة حمراء ، قلمه نور وكتابه نور ، ينظر الله سبحانه فيه كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة يخلق ويرزق ويحيي ويميت ويعز ويذل ويفعل ما يشاء ، فذلك قوله سبحانه (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ).
وقال مجاهد وعبيدة بن عمير : من شأنه أن يجيب داعيا ويعطي سائلا ويفكّ غائبا ويشفي سقيما ويغفر ذنبا ويتوب على قوم ، وقال سفيان بن عيينة : الدهر كله عند الله سبحانه يومان : أحدهما مدة أيام الدنيا والآخر يوم القيامة ، والشأن الذي هو فيه اليوم الذي هو مدة الدنيا ، الاختبار بالأمر والنهي والإحياء والإماتة والإعطاء والمنع ، وشأن يوم القيامة الجزاء والحساب والثواب والعقاب ، وقال الحسين بن الفضل هو سوق المقادير إلى المواقيت.
ويقال : شأنه سبحانه أنّه يخرج في كل يوم وليلة ثلاثة عساكر : عسكرا من أصلاب الآباء إلى الأرحام ، وعسكرا من الأرحام إلى الدنيا ، وعسكرا من الدنيا إلى القبور ، ثم يرحلون جميعا إلى الله سبحانه ، وقال الربيع بن أنس : يخلق خلقا ويميت آخرين ويرزقهم ويكلؤهم. سويد بن جبلة الفراري : يعتق رقابا ويقحم عقابا ويعطي رغابا ، وقال بعضهم : هو الجمع والتفريق. أبو سليمان الداراني : هو إيصاله المنافع إليك ، ودفعه المضار عنك. فلم نغفل عن طاعة من لا يغفل عنا؟ وقال أيضا : في هذه الآية كل يوم له إلى العبيد برّ جديد.
ويحكى أن بعض الأمراء سأل وزيره عن معنى هذه الآية فلم يعرفه واستمهله إلى الغد ، فرجع الوزير إلى داره كئيبا ، فقال له غلام أسود من غلمانه : يا مولاي ما أصابك؟ فزجره.
__________________
(١) مجمع الزوائد : ٧ / ١١٧.