عن الأوزاعي عن عبده بن أبي لبابة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن الإيمان بالقدر يذهب الهمّ والحزن» [١٦١] (١).
وأخبرني الحسين بن محمد قال : حدّثنا محمد بن علي بن الحسن الصوفي قال : حدّثنا زكريا بن يحيى الساجي قال : حدّثنا محمد بن المثنى قال : حدّثني إبراهيم بن أبي الوزير قال : حدّثنا مروان بن معاوية الفزاري عن سيف (٢) الكوفي عن أبي فزارة قال : قال ابن عباس : إذا كثرت القدرية بالبصرة ائتفكت بأهلها ، وإذا كثرت السبائية بالكوفة (٣) ائتفكت بأهلها (٤).
وبه عن الساجي قال : حدّثنا الحسن بن حميد قال : حدّثني عبد الله بن الحسن بن عبد الملك بن حسان الكلبي قال : حدّثني سعيد بن محمد الغساني قال : لما أخذ أبو شاكر الديصاني بالبصرة فأقرّ أنه ديصاني ، وكان يجهر القول بالرفض والقدر ، فقيل له : لم اخترت القول بالقدر والرفض؟ ، قال : اخترت القول بالقدر لأخرج أفعال العباد من قدرة الله ، وأنه ليس بخالقها ، فإذا جاز أن يخرج من قدرته شيء جاز أن تخرج الأشياء من قدرته كلها ، واخترت القول بالرفض لأتصول بالطعن الى نقلة هذا الدين ، فإذا بطل النقلة بطل المنقول.
وأخبرني الحسين بن محمد قال : حدّثنا عبد الله بن عبد الرّحمن الدقاق قال : حدّثنا محمد ابن عبد العزيز قال : حدّثنا عبد الله بن عبد الوهاب قال : حدّثنا الدراوردي قال : قال لي أبو سهيل : إذا سلم عليك القدرية فردّ عليهم كما ترد على اليهود قل : وعليك.
(وَلَقَدْ أَهْلَكْنا أَشْياعَكُمْ) أشباهكم في الكفر من الأمم السالفة (فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ * وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ) من خير أو شرع يعني الأشياع (فِي الزُّبُرِ) في كتب الحفظة ، وقيل : في اللوح المحفوظ.
(وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ) منهم ومن أعمالهم (مُسْتَطَرٌ) مكتوب محفوظ عليهم. يقال : كتبت واكتتبت وسطرت واستطرت ، وقرأ واقترأت.
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ) بساتين (وَنَهَرٍ) أنهار ، ووحّده لأجل رؤوس الآي. كقوله سبحانه : (وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) (٥) ، وقال الضحاك : يعني في ضياء وسعة ، ومنه النهار قال الشاعر :
ملكت بها كفي وانهرت فتقها |
|
يرى قائم من دونها ما وراءها (٦) |
__________________
(١) كنز العمال : ١ / ١٠٦ ح ٤٨١.
(٢) هو سيف بن عمر الأسدي الكوفي.
(٣) في المصدر : السبئية بكار.
(٤) الكامل لابن عدي : ٦ / ١١٦ يرويه عن مجاهد عن ابن عباس.
(٥) سورة القمر : ٤٥.
(٦) تاج العروس : ٧ / ١٨٤.