الْمَضاجِعِ) حتّى بلغ (جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) ثمّ قال : ألا أخبرك (١) بملاك ذلك كلّه. فقلت : بلى يا رسول الله. فأخذ بلسانه. فقال : «اكفف (٢) ، عليك هذا».
فقلت : يا رسول الله وإنّا لمؤاخذون بما نتكلّم؟ فقال : «ثكلتك أمّك يا معاذ! وهل يكبّ الناس في النّار على وجوههم أو على مناخرهم إلّا حصائد ألسنتهم» [١٩٠] (٣).
وقال الضحّاك : هو أن يصلّي الرجل العشاء والغداة في جماعة.
أخبرني الحسين بن فنجويه عن أحمد بن الحسين بن ماجة قال : أخبرني أبو عوانة الكوفي بالري عن منجاب بن الحرث عن علي بن مسهر عن عبد الرحمن بن إسحاق عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد قالت : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إذا جمع الله الأوّلين والآخرين يوم القيامة جاء مناد فنادى بصوت يسمع الخلائق كلّهم : سيعلم أهل الجمع اليوم من أولى بالكرم ، ثمّ يرجع فينادي : ليقم الذين كانت (تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ) فيقومون وهم قليل ، ثم يرجع فينادي : ليقم الذين كانوا يحمدون الله (فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ). فيقومون وهم قليل ، فيسرحون جميعا إلى الجنّة ثمّ يحاسب سائر الناس» [١٩١] (٤).
(يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ. فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ) أي خبّئ لهم ، هذه قراءة العامّة. وقرأ حمزة ويعقوب أُخْفِي مرسلة الياء أي : أنا أخفي وحجّتهما قراءة عبد الله : نخفي بالنون. وقرأ محمّد بن كعب : أخفى بالألف يعني : أخفى الله من قرّة أعين ، قراءة العامّة على التوحيد.
أخبرنا عبد الله بن حامد الوزان ، عن مكي بن عبدان ، عن عبد الله بن هاشم قال : أخبرني أبو معاوية عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يقول الله تعالى : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، قال أبو هريرة : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ومن بله ما [قد] أطلعتكم عليه ، اقرءوا إن شئتم (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ) من قرّات أعين» [١٩٢] (٥). (جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) قال : وكان أبو هريرة يقرأ. هكذا : قرّات أعين.
وقال ابن مسعود : إنّ في التوراة مكتوبا : لقد أعد الله للّذين (تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ) ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولا يخطر على
__________________
(١) في المصدر زيادة : برأس الأمر وعموده وذروة سنامه ، فقلت : بلى يا رسول الله قال : رأس الأمر وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد ، ثم قال : ألا أخبرك.
(٢) في المصدر : كف.
(٣) مسند أحمد : ٥ / ٢٣١ ، وسنن ابن ماجة : ٢ / ١٣١٤ ح ٣٩٧٣.
(٤) تفسير القرطبي : ١٤ / ١٠٢.
(٥) سنن ابن ماجة : ٢ / ١٤٤٧ ح ٤٣٢٨ ، وفي التنزيل : قرة.