عن زيد بن وهب عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «السلام اسم من أسماء الله تعالى فأفشوه بينكم ، فإنّ
الرجل المسلم إذا مرّ بالقوم فسلّم عليهم فردّوا عليه كان له عليهم فضل درجة بذكره
إيّاهم بالسلام ، فإن لم يردّوا عليه ردّ عليه من هو خير منهم وأطيب» [٧٣].
وحدّثنا أبو
القاسم قال : أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن العباس البغوي قال : حدّثنا أبو
محمد عبد الملك بن محمد بن عبد الوهاب البغوي قال : حدّثنا يونس بن عبد الأعلى قال
: أخبرنا ابن وهب قال : أخبرني ابن سمعان أن سعيد المقبري أخبره عن أبيه عن أبي
هريرة عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنّه قال : «إذا وقف أحدكم على المجلس فليسلّم ، فإن
بدا له أن يقعد فليقعد ، وإذا قام فليسلّم ، فإنّ الأولى ليست بأحقّ من الآخرة» [٧٤].
وقال بعضهم :
معناه : فإذا دخلتم بيوت أنفسكم فسلّموا على أهلكم وعيالكم ، وهو قول جابر بن عبد
الله وطاوس والزهري وقتادة والضحاك وعمرو بن دينار ، ورواية عطاء الخراساني عن ابن
عباس ، قال : فإن لم يكن في البيت أحد فليقل : السلام علينا من ربّنا وعلى عباد
الله الصالحين ، السلام على أهل البيت ورحمة الله.
حدّثنا ابن حبيب لفظا
قال : حدّثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن موسى بن كعب العدل إملاء قال : حدّثنا
أبو نصر اليسع بن زيد بن سهل الرسّي بمكة سنة اثنتين وثمانين ومائتين قال : حدّثنا
سفيان بن عيينة عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال : خدمت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فما قال لي لشيء فعلته : لم فعلته؟ ولا قال لي لشيء
كسرته : لم كسرته؟ وكنت واقفا على رأسه أصبّ على يديه الماء فرفع رأسه فقال «ألا
أعلّمك ثلاث خصال تنتفع بها؟ قلت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله بلى ، قال : من
لقيت من أمّتي فسلّم عليه يطل عمرك ، وإذا دخلت فسلّم عليهم يكثر خير بيتك ، وصلّ
صلاة الضحى فإنّها صلاة الأبرار» [٧٥].
وقال بعضهم :
يعني فإذا دخلتم المساجد فسلّموا على من فيها.
أخبرنا أبو
سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن حمدون بن خالد قال :
حدّثنا محمد بن عبد الله بن مهل الصنعاني قال : حدّثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا
معمر عن عمرو بن دينار عن ابن عباس في قوله (فَإِذا دَخَلْتُمْ
بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ) الآية.
قال : إذا دخلت
المسجد فقل : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
(تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ
اللهِ) نصب على المصدر أي تحيّون أنفسكم بها تحيّة ، وقيل :
على الحال
__________________