الإسلام ، والنهي عن المنكر فهو النهي عن عبادة الأوثان والشيطان (وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ) المفروضة (وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ) إلى قوله (وَمَساكِنَ طَيِّبَةً) ومنازل طيبة.
قال الحسن : سألت أبا هريرة وعمران بن حصين عن قول الله (وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ). قالا : على الخبير سقطت ، سألنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن ذلك فقال : «قصر في الجنة من لؤلؤ فيه سبعون دار من ياقوتة حمراء ، في كل دار سبعون بيتا من زبرجدة خضراء ، في كل بيت سبعون سريرا ، على كل سرير سبعون فراشا ، على كل فراش زوجة من الحور العين ، وفي كل بيت مائدة وعلى كل مائدة سبعون لونا من الطعام ، وفي كل بيت وصيفة ، ويعطى المؤمن من القوة في غداة واحدة ما يأتي على ذلك أجمع» [٢٨] (١).
(فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ) في بساتين ظلال وإقامة ، يقال : عدن بالمكان إذا أقام به ، ومنه المعدن ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «عدن دار الله التي لم ترها عين ولم تخطر على قلب بشر ، لا يسكنها غير ثلاثة (مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ) ، يقول الله : طوبى لمن دخلك» [٢٩].
وقال عبد الله بن مسعود : هي بطنان الجنة أي وسطها ، وقال ابن عباس : سألت كعبا عن جنات عدن فقال : هي الكروم والأعناب بالسريانية (٢) ، وقال عبد الله بن عمر : إنّ في الجنة قصرا يقال له عدن ، حوله البروج ، والمروج ، له خمسة آلاف باب ، على كل باب [حبرة] لا يدخله إلا نبي أو صديق أو شهيد.
قال الحسن : (جَنَّاتِ عَدْنٍ) ، وما أدراك ما (جَنَّاتِ عَدْنٍ) ، قصر من ذهب لا يدخله إلا نبي أو صديق أو شهيد أو حكم عدل ، ورفع به صوته. [في حديث آخر قصر] في الجنة يقال له : عدن ، حوله البروج والمروج له خمسون ألف باب ، وقال الضحاك : هي مدينة الجنة فيها الرسل والأنبياء والشهداء وأئمة الهدى ، والناس حولهم بعد ، والجنان حولها.
وقال عطاء بن السائب : عدن نهر في الجنة جناته على حافتيه ، وقال مقاتل والكلبي : أعلى درجة في الجنة وفيها عين التسنيم ، والجنان حولها محدقة بها وهي مغطاة من يوم خلقها الله عزوجل حتى ينزلها أهلها الأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون ومن شاء الله ، وفيها قصور الدرة والياقوت والذهب ، فتهب الريح الطيبة من تحت العرش فتدخل عليهم كثبان المسك الأحلى ، وقال عطاء الخراساني في قوله : (وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ) قال : قصر من الزبرجد والدرّ والياقوت يفوح طيبها من مسيرة خمسمائة عام في جنات عدن ، وهي قصبة الجنة وسقفها عرش الرحمن.
(وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ) رفع على الابتداء ، أي رضا الله عنهم أكبر من ذلك كله.
__________________
(١) مجمع الزوائد : ٣ / ١٤١.
(٢) تفسير الطبري : ١٠ / ٢٣٠.