السبل ولا تحلفوا باسمي كاذبا فإن من حلف باسمي كاذبا فلا أزكّيه ولا تقتلوا ولا تزنوا ولا تعقّوا الوالدين.
وقال الربيع بن أنس : نزلت التوراة وهي سبعون وقر بعير ، يقرأ منها الجزء في سنة لم يقرأها إلّا أربعة نفر : موسى يوشع وعزيز وعيسى عليهمالسلام (١) ، وقال : هذه الآية ألف آية يعني قوله (وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً) وتبيانا (لِكُلِّ شَيْءٍ) من الأمر والنهي الحلال والحرام والحدود والأحكام.
(فَخُذْها بِقُوَّةٍ) قال مقاتل : بجد ومواظبة. قال الضحاك : بطاعة (وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِها) قال ابن عباس في رواية الكلبي : بأحسن ما أمروا [في] الأرض فيحلوا حلالها ويحرموا حرامها ، وكان موسى أشد عداوة من قومه فأمر بما لم يؤمروا به. وقال ابن كيسان وابن جرير : أحسنها الفرائض لأنه قد كان فيها أمر ونهي ، فأمرهم الله تعالى أن يعملوا بما أمرهم به ويتركوا ما نهاهم عنه فالعمل بالمأمور به أحسن من العمل بالمنهي عنه.
وقيل : معناه أخذوا بها وأحسن عمله. وقال قطرب : (يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِها) أي بحسنها و [كلّها حسن] كقوله (وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ) (٢) وقال الحسين بن الفضل : معنى قوله (أحسنها) أن يتخيل للكلمة معنيين أو ثلاثة فيصرفوا إلى الشبهة بالحق. وقيل : كان فيها فرائض لا مبرّك لها وفضائل مندوبا إليها والأفضل أن يجمع بين الفرائض و [الفضائل].
(سَأُرِيكُمْ دارَ الْفاسِقِينَ) قال أهل المعاني : هذا كقول القائل لمن يخاطبه سأريك غدا إلى بصير [فيه قال] من يخالف أمري على وجه الوعيد والتهديد.
وقال مجاهد : (سَأُرِيكُمْ دارَ الْفاسِقِينَ) قال : مصيرهم في الآخرة. قال الحسن : جهنم ، وقال قتادة وغيره : سأدخلكم النار فأريكم منازل الكافرين الذين هم سكانها من الجبابرة والعمالقة.
وقال عطيّة العوفي : معناه سأريكم دار فرعون وقومه وهي مصر يدلّ عليه.
قرأ ابن عباس وقسامة بن زهير : سأورّثكم دار الفاسقين. وقال الكلبي : دار الفاسقين ما مرّوا عليه إذا سافروا من منازل عاد وثمود والقرون الذين أهلكوا. وقال ابن كيسان : (سَأُرِيكُمْ دارَ الْفاسِقِينَ) ما يصير قرارهم في [الأرض].
وقال ابن زيد : يعني سنن الأوّلين ، وقيل : الدار الهلاك وجمعه أدوار. وذلك أن الله تعالى لمّا أغرق فرعون أوحى إلى البحر أن يقذف أجسادهم إلى الساحل ففعل فنظر إليهم بنو إسرائيل فأراهم هلاك الفاسقين.
__________________
(١) تفسير الطبري : ٩ / ٨٩.
(٢) سورة العنكبوت : ٤٥.