سورة الأنفال
مدنيّة ، وهي خمسة آلاف ومائتان وأربعة وتسعون حرفا ،
وألف ومائتان وإحدى وثلاثون كلمة
زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبيّ بن كعب قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «من قرأ سورة الأنفال وبراءة فأنا شفيع له وشاهد يوم القيامة أنّه برىء من النفاق وأعطي من الأجر بعدد كل منافق ومنافقة في دار الدنيا عشر حسنات ومحي عنه عشر سيّئات ورفع له عشر درجات وكان العرش وحملته يصلّون عليه أيام حياته في الدنيا» [٢١٢] (١).
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنفَالِ قُلِ الْأَنفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (١) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٢) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (٣) أُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٤)
(يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ) الآية قال ابن عباس : أن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال يوم بدر : «من أتى مكان كذا وكذا فله من الفضل كذا ، ومن قتل قتيلا فله كذا ، ومن أسر أسيرا فله كذا» [٢١٣] ، فلمّا التقوا سارع إليه الشبّان والفتيان وأقام الشيوخ ووجوه الناس عند الرايات ، فلمّا فتح الله على المسلمين جاءوا يطلبون ما جعل النبيّ صلىاللهعليهوسلم فقال لهم الأشياخ : كنّا ردءا لكم ولو انهزمتم فلا تستأثروا علينا ، ولا تذهبوا [بالغنائم دوننا].
وقام أبو اليسر بن عمرو الأنصاري أخو بني سلمة فقال : يا رسول الله إنّك وعدت من قتل قتيلا فله كذا ومن أسر أسيرا فله كذا وإنّا قد قتلنا سبعين وأسرنا سبعين ، فقام سعد بن معاذ فقال : والله ما منعنا أن نطلب ما طلب هؤلاء زهادة في الآخرة ولا جبن عن العدو لكن كرهنا أن يعرّي مصافك فيعطف عليه خيل من خيل المشركين فيصيبوك ، فأعرض عنهما رسول الله صلىاللهعليهوسلم
__________________
(١) تفسير مجمع البيان : ٤ / ٤٢٢.