هنالك لا أرجو حياة تسرني |
|
سمير الليالي مبسلا بالجرائر (١) |
وقوله تعالى (لَيْسَ لَها) أي لتلك الأنفس (مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيٌ) حميم وصديق (وَلا شَفِيعٌ) يشفع لهم في الآخرة (وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ) تفد كل فداء ، (لا يُؤْخَذْ مِنْها).
قال أبو عبيدة : وإن يقسطه كل قسط لا يقبل منها لأن التوبة في الحياة (أُولئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِما كَسَبُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ قُلْ أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ) نزلت في عبد الرحمن بن أبي بكر حين دعا أباه إلى الكفر فأنزل الله تعالى (قُلْ أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُنا) إن عبد ناه (وَلا يَضُرُّنا) إن تركناه (وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا) إلى الشرك (بَعْدَ إِذْ هَدانَا اللهُ).
وتقول العرب لكل راجع خائب لم يظفر بحاجته : ردّ على عقبيه ونكص على عقبيه فيكون مثله (كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ) أي أضلته.
وقال ابن عباس رضياللهعنه : كالذي استغوته الغيلان في المهامة (٢) وأضلوه وهو حائر بائر (فِي الْأَرْضِ حَيْرانَ) وحيران نصب على الحال.
وقرأ الأعمش ، وحمزة : كالذي استهوى به ، بالباء. وقرأ طلحة : استهواه بالألف.
وقرأ الحسن : استهوته الشياطون وفي مصحف عبد الله وأبي استهواه الشيطان على الواحد (لَهُ أَصْحابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنا) يعني أتوا به ، وقيل : أصحاب محمد صلىاللهعليهوسلم (قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدى وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ) أي لأن نسلم (لِرَبِّ الْعالَمِينَ وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) إلى قوله (يُنْفَخُ فِي الصُّورِ).
قال أبو عبيدة : هو جمع صورة مثل سورة وسور.
قال العجاج :
ورب ذي سرادق محجور |
|
سرت إليه في أعالي السور (٣) |
وقال آخرون : هو فرن ينفخ فيه بلغة أهل اليمن.
وأنشد العجاج :
نطحناهم غداة الجمعين |
|
بالضابحات في غبار النقعين |
نطحا شديدا لا كنطح الصورين (٤) |
__________________
(١) الصحاح : ٢ / ٦٨٨.
(٢) المهامة : البادية.
(٣) تفسير القرطبي : ١٥ / ٤٠.
(٤) الصحاح : ٢ / ٧١٦ ، ولسان العرب : ٤ / ٤٧٥.