أنّها تقرأ وشككت في أنّها تسجد أم لا؟! إذ كيف تحلّ القراءة ولا يجوز السجود؟
! وفيه ؛ أنّه شاكّ أيضا في جواز القراءة أيضا على ما ينادي إليه قوله : هل تقرأ القرآن؟ وشاكّ في جواز سجدتها وقت السماع لا وقت القراءة ، كما عرفت.
وربّما حملت على السجدات المستحبّة بدليل قوله عليهالسلام : «تقرأ» ، والدلالة منتفية.
وحملت على صورة السماع الذي لا استماع معه (١).
وفيه ؛ أنّه الظاهر منها ، لا حمل ولا توجيه ، ولذا قال في السؤال : إذا سمعت السجدة.
والشيخ حمل ما دلّ على أنّها تسجد على الاستحباب بعد أن قال : لا يجوز السجود إلّا لطاهر بلا خلاف (٢) ، وهو عجيب.
حجّة الثاني ـ بعد الإجماع الذي نقل ـ رواية أبي بصير السابقة.
والجواب عن الإجماع بالمعارضة بالإجماع الذي نقله الشيخ (٣) ، بل هو أقوى ، لكونه أقدم وأقرب عهدا بزمان الإجماع ، وأكثر تتبّعا واطّلاعا ، مع أنّ إجماع ابن إدريس ربّما لا يخلو عن وهن على ما سيظهر عليك.
وأمّا الرواية فبالمعارضة بما هو صحيح ومتأيّد بما ذكرنا.
وممّا ذكر ظهر الجواب لو استدلّ بصحيحة ابن مسلم عن الباقر عليهالسلام : عن الرجل يعلم السورة من العزائم فتعاد عليه مرارا في المقعد الواحد ، قال : «عليه أن يسجد كلّما سمعها ، وعلى الذي يعلّمه أيضا أن يسجد» (٤).
__________________
(١) لاحظ! جامع المقاصد : ١ / ٣١٩.
(٢) تهذيب الأحكام : ٢ / ٢٩٢ ذيل الحديث ١١٧٢ ، الاستبصار : ١ / ٣٢٠ ذيل الحديث ١١٩٣.
(٣) تهذيب الأحكام : ١ / ١٢٩ ذيل الحديث ٣٥١.
(٤) تهذيب الأحكام : ٢ / ٢٩٣ الحديث ١١٧٩ ، وسائل الشيعة : ٦ / ٢٤٥ الحديث ٧٨٥٠.