اللون : فالأسود قوي الأحمر ، والأحمر قوي الأشقر ، والأشقر قوي الأصفر والأكدر (١).
والرائحة : فذو الرائحة الكريهة قويّ ما لا رائحة له.
والثخن : فالثخين أقوى من الرقيق.
وقال العلّامة : ولا يشترط اجتماع الصفات ، بل كلّ واحدة منها تقتضي القوّة ، ولو كان بعض دمها موصوفا بصفة واحدة ، والبعض خال عن الجميع ، فالموصوف أقوى ، ولو كان لبعض صفة ولبعض صفتان ، فذو الصفتين أقوى ، وكذا ذو الثلاث من ذي الاثنتين إلى آخر ما قال (٢).
ولعلّ نظرهم إلى ما ذكرنا سابقا من أنّ هذه صفات الأغلب ، والغلبة مظنّة اعتبرها الشرع ، فلمّا كان أغلب الحيض أسود قالوا عليهمالسلام : إنّه «أسود» (٣).
وربّما لم يكن أسود ، لكن يكون أحمر ، فهو بالقياس إلى ما ليس بأحمر حيض أيضا ، لأنّ الاستحاضة في الغالب أضعف من الحيض ، ولذا قالوا عليهمالسلام في بعض الأخبار : «إنّ الحيض أحمر» (٤) ، وبذلك ميّزوه عن الاستحاضة.
وفي بعض الأخبار اعتبروا في تمييزه عن الاستحاضة بوصف آخر ، وربّما اكتفوا بوصف واحد ، وربّما زادوا ، وربّما وقع التفاوت في الزيادات (٥).
فعلى هذا ربّما لم يتحقّق شيء ممّا ورد في الأخبار ، وتحقّق القوّة بما هو أقرب إليه ، والضعف بما هو أبعد عنه وأقرب إلى الاستحاضة ، فيحصل الظنّ للمجتهد
__________________
(١) في (ز ١ ، ٢) و (وط) : والأصفر قوي الأكدر.
(٢) نهاية الإحكام : ١ / ١٣٥.
(٣) وسائل الشيعة : ٢ / ٢٧٥ الباب ٣ من أبواب الحيض.
(٤) لاحظ! وسائل الشيعة : ٢ / ٢٧٩ الحديث ٢١٣٨ ، ٣٣٦ الحديث ٢٣٠٠ مع اختلاف يسير.
(٥) انظر! وسائل الشيعة : ٢ / ٢٧٥ الباب ٣ من أبواب الحيض.