ببعض أقوال اللغويّين المعتبرين ، ومستعينا بالروايات ، وأثبت أنّ الصعيد هو التراب لا مطلق وجه الأرض (١).
د : عدم الالتفات إلى مواطن الأمارات ومجاري الاصول ؛
حيث لا يخفى على أهل الفنّ أنّ مع وجود الأمارات لا مجرى لأصل البراءة مثلا. إلّا أنّا نجد بعض الأعاظم غفل عن هذا المهمّ واستدلّ بأصالة البراءة في مواطن متعدّدة ، مثل صاحب الذخيرة في بحث فطرة عائلته الغائبة.
وقد استغرب الشارح لمثل هذا الاستدلال ، وقال : وأعجب منه أنّه قال : وقد عورض هذا الأصل بأصالة براءة الذمّة (٢) ، إذ الأصل براءة الذمّة فيما لم يقم عليه دليل شرعي ، وأصل البقاء من أقوى الحجج الشرعيّة وعلى ذلك ؛ المدار في الفقه والفتاوى ، وعمل المسلمين في الأعصار والأمصار. مع أنّ الأصل براءة ذمّة العيال أيضا وعنده ، بل وغيره أيضا أنّه إذا لم تجب على المعيل تجب على العيال في بعض الوجوه. مع أنّ كون الأصل براءة الذمّة في وجوب النفقة باطل جزما ، ووجوب الفطرة تابع له ، كما عرفت (٣).
هـ : الغفلة عن عدم إمكان إجراء الأصل في ماهيّة العبادات ؛
حيث تمسّك البعض في ماهيّة العبادات بأصالة البراءة مع أنّها ليست موردا لها ، والمحشّي أشار لمثل هذا الاشتباه في بحث صلاة الجمعة مثلا ، حيث قال : وأعجب من جميع ما ذكر أنّهم ربّما يتمسّكون بأصالة عدم الاشتراط لتتميم استدلالاتهم. وفيه ؛ أنّ الأصل دليل برأسه لا مدخليّة له في الاستدلالات بالآية
__________________
(١) لاحظ! مصابيح الظلام : ٤ / ٢٩٧ ـ ٣١١ ، الحاشية على مدارك الأحكام للوحيد رحمهالله : ٢ / ٩٨ ـ ١١٦.
(٢) ذخيرة المعاد : ٤٧٤.
(٣) مصابيح الظلام : ١٠ / ٥٧٤.