إلى كلام المعصوم من آل الرسول ، ولا متابعة للشهرة من غير دليل ، ولا بناء على اصول مبتدعة ليس إليها من الشرع سبيل ، ولا جمود على الألفاظ بيد قصيرة ، ولا عمل بقياسات عامية من غير بصيرة ، بل بنور من الله سبحانه وهدى ورحمة ، وله الحمد على هذه النعمة (١).
كلّ هذا طعنا منه بعلماء الطائفة وأكابر الفقه وأساطينه باتّهامهم بالعمل بالقياس والاصول المبتدعة! وفي قبال ذلك إنّه قد أدرك ـ ومن تابعه ، بالأنوار الإلهيّة ـ حاق الحقائق العلميّة!
وقد كرّر الوحيد رحمهالله ردّ هذه الأفكار المتطرفة في أكثر من موطن من كتابه ، نظير قوله ـ طاب ثراه ـ في الشرح المذكور : إذ بعد التنبيه التام ، والمبالغة في إظهار ما هو أظهر من الشمس ، وإتمام الحجّة ، تراهم ينكرون الإجماع مطلقا كما كانوا ينكرون ، ويقولون بانحصار مدرك الشرع في الآية والخبر كما كانوا يقولون ، بل ويزيدون في اللجاج ، وينسبون جميع الفقهاء إلى سوء الفهم والاعوجاج ، بل وإلى الحكم بغير ما أنزل الله والقياس ، والهلاك وإهلاك الناس ، والبدعة ، ومتابعة العامّة ، أو مخالفة طريقة الشيعة ، وغير ما ذكر من الامور الشنيعة (٢).
ثمّ استدل على القسم الثاني ممّا ادّعاه من كون الفيض رحمهالله مقلّدا لصاحب المدارك والمسالك ، حيث ذكر في شرحه لجملة الماتن عند قوله : «أو ذكره ويوثق به». قال :
أقول : الظاهر أنّ مراده منه صاحب «المدارك» و «المسالك» ، فإنّه اعتمد
__________________
(١) مفاتيح الشرائع : ١ / ٤ و ٥.
(٢) مصابيح الظلام : ١ / ٥٤.