أضعاف عملهم بأخبار العدول. وبناء الفقهاء في الأعصار والأمصار كان كذلك إلى زمان صاحب المدارك (١).
ومن الأفكار التي كان يحملها بعض الأعلام التي كان يحسّ بخطرها شيخنا الوحيد رحمهالله هو ما جاء في مصنّفات المرحوم الفيض الكاشاني قدسسره ، حيث كان يعتقد المصنّف إنّ الفقه قد تأثّر بأفكار الأخباريّين من جهة ، ومن جهة اخرى تبعيته إلى ما ذهب إليه الشهيد الثاني رحمهالله وصاحب المدارك رحمهالله من مبان ، وهذا ما يظهر من مقدمة كتابه «مفاتيح الشرائع» ، إذ أنّه بعد أن ادّعى أنّه مورد عنايته سبحانه ، وقد حصل على الطريق الواقعي للاستنباط ؛ وإنّه يحمل أفكار الماضين من علماء السلف! ممّا سوّغ له أن يتهجّم على الآخرين من الأعلام وقد اتّهمهم بقوله : ومن لا يعرف الهرّ من البرّ ، وهم الذين يأتون البيوت من ظهورها ، فيدخل فيه من غير معرفة ، بل على التخمين ، أو الاقتفاء لآراء الماضين مع اختلافهم الشديد ، واعتراف أكثرهم بعدم جواز تقليد الميّت ، وأن لا قول للميّتين ، وإن لم يأتوا في هذا بشيء مبين ، فهو في ريب من أمره وعوج ، وفي صدره من ذلك حرج ، ألّا يقبل منه صلاة ولا زكاة ولا صيام ولا حجّ ، إذ العامل على غير بصيرة كالسائر على غير المنهج ، لا يزداده كثرة السير إلّا بعدا ..
إلى أن وفّقني الله سبحانه لاستنباط مفاتيح جملة من تلك الأبواب ، من مآخذها المتينة واصولها المحكمة ، وهي محكمات كلام الله عزوجل ، وكلام رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكلام أهل البيت عليهمالسلام ، من غير تقليد لغيرهم وإن كان من الفحول ، ولا اعتماد على ما يسمّى إجماعا وليس بالمصطلح عليه في الاصول الراجع
__________________
(١) الفوائد الحائريّة : ١٤٢ و ١٤٣ (الفائدة ١٠).