(بِما كُنْتُمْ) : معناه الوجوب أي : بما أنتم. كقوله (وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً) : أي وامرأتي ، وقوله (مَنْ كانَ فِي
الْمَهْدِ صَبِيًّا) أي من هو في المهد صبيّا.
(تُعَلِّمُونَ
الْكِتابَ) : قرأ السلمي والنخعي وابن جبير والضحّاك وأهل الكوفة :
(تُعَلِّمُونَ) بالتشديد من التعليم ، واختاره أبو عبيدة ، وقرأ
الباقون تعلمون بالتخفيف من العلم ، واختاره أبو حاتم ، وقال أبو عمرو : وتصديقها (وَبِما كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ) فلم يقل يدرسون وقرأ الحسن (تُعَلِّمُونَ) ، التاء والعين وتشديد اللام على معنى تعلمون ، وقرأ
أبو عبيدة : تُدْرِسُونَ من أدرس يدرس. وقرأ سعيد بن جبير : تُدَرِّسُونَ من
التدريس. الباقون : يدرسون من الدرس أي يقرءون ، نظيره في سورة الأعراف (وَدَرَسُوا ما فِيهِ) .
جويبر عن
الضحّاك عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «ما من مؤمن ذكر ولا أنثى حرّ ولا عبد مملوك إلّا ولله عزوجل عليه حقّ واجب أن يتعلّم من القرآن ويتفقّه فيه ، ثم
تلا هذه الآية (وَلكِنْ كُونُوا
رَبَّانِيِّينَ بِما كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ وَبِما كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ)» .
(وَلا يَأْمُرَكُمْ) : قرأ الحسن وابن أبي إسحاق وعاصم وحمزة : (وَلا يَأْمُرَكُمْ) بالنصب عطفا على قوله (ثُمَّ يَقُولَ).
وقيل : على
إضمار أنّ وهو على هذه القراءة مردود على البشر. وقرأ الباقون بالرفع على
الاستئناف والانقطاع من الكلام الأوّل ، يدلّ عليه قراءة عبد الله وطلحة ولن
يأمركم ثمّ اختلفوا فيه ، فقرأ الأكثر على معناه (وَلا يَأْمُرَكُمْ) الله. وقال ابن جريح : (وَلا يَأْمُرَكُمْ) محمد عليه الصّلاة والسّلام ، وقيل : (وَلا يَأْمُرَكُمْ) البشر.
(أَنْ تَتَّخِذُوا
الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْباباً) : كقول قريش وبني مليح حيث قالوا : الملائكة بنات الله
، واليهود والنّصارى حيث قالوا في المسيح وعزير ما قالوا.
(أَيَأْمُرُكُمْ
بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) : على ظهر التعجّب والإنكار ، يعني : لا يفعل هذا.
(وَإِذْ أَخَذَ اللهُ
مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ) ، قرأ سعيد بن جبير لَمَّا بتشديد الميم ، وقرأ يحيى بن
رئاب والأعمش وحمزة والكسائي بجرّ اللام وتخفيف الميم.
وأما الباقون :
بفتح اللام وتخفيف الميم ، فمن فتح اللام وخفّف الميم فقال الأخفش : هي
__________________