عزوجل كره لكم القيل والقال وكثرة السؤال وإضاعة المال ونهى عن عقوق الأمّهات ووأد البنات وعن منع وهات (١).
وقال صلىاللهعليهوسلم : «الأيدي ثلاثة : فيد الله العليا ، ويد المعطي الوسطى ويد السائل السفلى إلى يوم القيامة ، ومن سأل وله ما يغنيه جاءت مسألته يوم القيامة كدوحا أو خموشا أو خدوشا (٢) في وجهه». قيل : وما غناه يا رسول الله؟ قال : «خمسون درهما أو عدّها من الذهب» (٣).
(وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ) قال (فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ) وعليه يجازيه.
(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٢٧٤) الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهى فَلَهُ ما سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ وَمَنْ عادَ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٢٧٥) يَمْحَقُ اللهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (٢٧٦))
(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً) الآية. مجاهد عن ابن عباس قال : كان عند عليّ بن أبي طالب ـ كرّم الله وجهه ـ أربعة دراهم لا يملك غيرها ، فتصدق بدرهم سرّا ، ودرهم علانيّة ، ودرهم ليلا ودرهم نهارا ، فنزلت (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ) الآية (٤).
وعن يزيد بن روان قال : ما نزل في أحد من القرآن ما نزل في علي بن أبي طالب رضياللهعنه. أبو صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يسبق الدرهم مائة ألف» قالوا : يا رسول الله وكيف يسبق الدرهم مائة ألف؟ قال : «رجل له درهمان فأخذ أحدهما وتصدّق به ، ورجل [...] (٥) فأخرج من غرضها مائة ألف فتصدّق بها» (٦).
وروى جويبر عن الضحاك عن ابن عباس ، قال : لما أنزل الله عزوجل (لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) الآية ، بعث عبد الرحمن بن عوف بدنانير كثيرة إلى أصحاب الصفة حتّى أغناهم ، وبعث عليّ بن أبي طالب رضياللهعنه في جوف الليل بوسق من تمر ـ والوسق ستون صاعا ـ
__________________
(١) هكذا في المخطوط ، وهكذا في تفسير مجمع البيان : ٢ / ٢٠٣.
(٢) الكدح دون الخدش والخدش دون الخمش.
(٣) بتفاوت في المعجم الكبير : ١٠ / ١٢٩.
(٤) معاني القرآن للنحاس : ١ / ٣٠٥ ، وأسباب النزول للواحدي : ٥٨.
(٥) غير مقروءة في المخطوط.
(٦) كنز العمال : ٦ / ٣٦٠ ح ١٦٠٥٩ بتفاوت يسير.