إعدادات
الكشف والبيان [ ج ٢ ]
الكشف والبيان [ ج ٢ ]
المؤلف :أبو إسحاق أحمد [ الثّعلبي ]
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الصفحات :311
تحمیل
متغيّر ثم عوّضت عن إحدى النونين كقول الشاعر :
فهلا إذ سمعت بحثت عنه |
|
ولم تمس الحكومة بالتظنّي |
أراد بالتعيّن.
قال العجّاج :
تفصّي البازي إذ البازي كسر
أراد تفضض.
وتقول العرب : نتلعى ، إذا خرجوا في اجتناء نبت ناعم يقال له المقاع.
قال الله تعالى : (وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها) (١) أي دسّسها.
ومن أثبت الهاء في الحالين جعلها هاء أصليّة لام الفعل ، وعلى هذا قول من جعل السنة سنهية وتصغيرها سنيهة والفعل منه المسانهة.
قال الشاعر :
ليست بسنهاء ولا رجبية |
|
ولكن عرايا في السنين الجوائح (٢) |
فإن قيل : أخبر عن شيئين اثنين ثم قال : (لَمْ يَتَسَنَّهْ) ولم يثنه ، قيل : لأن التغيير راجع إلى أقرب اللفظين وهو السنوات ، واكتفى بذكر أحد المذكورين عن الآخر لأنّه في موضع الفاني كقوله الشاعر :
[عقاب عقبناه كان وظيفه |
|
وخرطوعة إلّا على سنان فلوج] (٣) |
ولم يقل سنانان فلوجان ، ودليل هذا التأويل قراءة ابن مسعود : فانظر إلى طعامك وهذا شرابك لم يتسنّه.
(وَانْظُرْ إِلى حِمارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ) قال أكثر العلماء : في الآية تقديم وتأخير ، أي وانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنّه ولنجعلك آية للناس وأنظر إلى حمارك ، ويحتمل أن يكون [المعنى] : فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنّه وأنظر إلى حمارك.
(وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً).
فأمّا تفسير الآية والقراءات فيها فقرأ خارجة والأعرج وعيسى بن عمر وابن عامر وأبو عمرو وحمزة والكسائي حمارك والحمار بالإمالة ، الباقون بالتفخيم ، وقوله تعالى : (كَيْفَ
__________________
(١) سورة الشمس : ١٠.
(٢) لسان العرب : ١ / ٤١٢ العرية : النخلة يعريها صاحبها ، تفسير القرطبي : ٣ / ٢٩٣.
(٣) كذا في المخطوط.