قوله ـ تعالى ـ : (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ) ؛ يعني : مسجد قباء.
وقيل : مسجد المدينة (١).
[(أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (١٠٨)) ؛ يعني : الّذين هذه صفتهم ، وهم أهل قباء. وكانوا حدّادين] (٢) ، فإذا سمعوا صوت المؤذّن بالصّلاة ، وكان بيد أحدهم المطرقة وقد رفعها ليضرب بها الحديد ، رماها إلى خلفه وأقبل على طهارته وصلاته. فأثنى الله عليهم بذلك ، فقال :
(رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ) (٣).
قوله ـ تعالى ـ : (التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السَّائِحُونَ (٤) الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ) ؛ يعني : الصّائمين ، من قول النّبيّ ـ عليه السّلام ـ : سياحة أمّتي الصّوم (٥).
(الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (١١٢)) :
هذه الآية بإجماع المفسّرين نزلت في النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ وأهل بيته الطاهرين (٦) ـ عليه السّلام ـ ومن تبعهم وصدّقهم فيما أتوا به (٧) من أمر
__________________
(١) التبيان ٥ / ٢٩٩ نقلا عن ابن عمر.
(٢) ليس في ب.
(٣) النّور (٢٤) / ٣٧.+ سقط من هنا الآيات (١٠٩) ـ (١١١)
(٤) ب زيادة : (الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ).
(٥) التبيان ٥ / ٣٠٧.
(٦) ليس في ب.
(٧) ليس في ب.