وقوله ـ تعالى ـ : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ) ؛ يعني : القرآن.
(مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ. هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ. وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ) : «المحكم» هو (١) عند (٢) العلماء : ما علم المراد بظاهره ، من دون قرينة أو دلالة ؛ مثل قوله ـ تعالى ـ : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ). (٣) و «المتشابه» : ما لا يعلم المراد بظاهره ، حتّى يقترن به ما يدّل عليه ؛ مثل قوله ـ تعالى ـ : (وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلى عِلْمٍ) ؛ (٤) يريد : عاقبه. (٥) وقيل : «المحكم» ما لا يدخله النّسخ. و «المتشابه» ما يدخله النّسخ. (٦) فإن قيل : لم أنزل المتشابه في القرآن ، وهلّا نزل (٧) كلّه محكما؟
قيل : للحثّ الّذي يوجب العلم ، دون الاتّكال (٨) على الخبر. ولذلك (٩) تبيّن (١٠) منزلة العلماء وفضلهم. وفي الجملة ، أنّ الحكمة اقتضت ذلك لضرب من المصلحة.
وقال الكلبيّ في قوله ـ تعالى ـ : «منه آيات محكمات هنّ أمّ الكتاب» ؛ أي :
__________________
(١) لا يوجد في ب ، د.
(٢) ليس في ج.
(٣) الإخلاص (١١٢) / ١.
(٤) الجاثية (٤٥) / ٢٣.
(٥) التبيان ٢ / ٣٩٤ ـ ٣٩٥ ، مجمع البيان ٢ / ٦٩٩ ـ ٧٠٠.
(٦) تفسير الطبري ٣ / ١١٥ نقلا عن ضحاك بن مزاحم.
(٧) أ ، ج ، د ، م : أنزل.
(٨) أ : الإنكار.
(٩) م : بذلك.
(١٠) أ ، ب : بيّن+ د : نبيّن.