وقال ابن حيّان : «العهد» ها هنا ، هي الفرائض الّتي افترضها الله عليهم (١).
وقوله ـ تعالى ـ : (وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً) (٢).
روي : أنّ السّبب في هذه الآية ، أنّ أحبار اليهود ؛ مثل : حيّ (٣) بن أخطب وكعب بن الأشرف وأمثالهما ، كان لهم مأكلة من اليهود ، على كتمان صفة محمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ من التوراة ، فغيّروها وبدّلوها لئلّا تنقطع مأكلتهم (٤).
وقوله ـ تعالى ـ : (وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (٤٠)) ؛ أي : فاخشون.
وأصل «الرّهبة» : الخوف والخشية. ومنه قولهم : رهبوت خير من رحموت ؛ أي : لئن ترهب ، خير من أن ترحم.
وقوله ـ تعالى ـ : (وَآمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ) (٥) ؛ يريد : من القرآن العزيز.
(مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ) ؛ يريد : التّوراة والإنجيل وسائر الكتب. لأنّها تشهد (٦) بصفته ، وصدقه ، وصحّة ما يجيء به (٧).
وقوله ـ تعالى ـ : (وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ) : وهو [أنّكم آمنتم] (٨)
__________________
(١) تفسير القرطبي ١ / ٣٣٢ من دون ذكر للقائل وكذا البحر المحيط ١ / ١٧٤.
(٢) لا يخفى أنّ هذه الآية جاءت في غير موضعها.
(٣) ج : حييّ.
(٤) التبيان ١ / ١٨٨ عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ نحوه.
(٥) في ب زيادة : مصدّقا لما معكم.
(٦) ج : شهدت.
(٧) سقط من هنا قوله ـ تعالى ـ : (وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ) وقوله ـ تعالى ـ : (وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (٤١)).
(٨) م ، ج ، د ، أ : أنّهم آمنوا.