المُتَحرِّك بحَرَكَةٍ إعْرابِيَّة للوَقْفِ نحوُ ثمه وكيفه وقيل : لم أبله لتَقْديرِ الحَرَكَةِ كما أُسْقِطَ أَلِفُ ها في هلم لتَقْديرِ سكونِ اللامِ وهي ساكِنَةٌ وتَحْريكُها لَحْنٌ ، ونحو : يا مَرْحَباه بحمارِ عفْراء ، ويا مَرْحباه بحمارِ ناجِيَة ، ممَّا لا يُعْتدُّ به ، انتَهَى. وفي الصِّحاح : وقد تُزاد الهاءُ في الوقْفِ لبَيانِ الحَرَكَةِ نحو لِمَهْ و (سُلْطانِيَهْ) و (مالِيَهْ) وثُمَّ مَهْ ، بمعْنَى ثُمَّ ما ذا ، وقد أَتَتْ هذه الهاءُ في ضَرُورَةِ الشِّعْر ، كما قال :
هُمُ القائلُونَ الخَيْرَ والآمِرُونَهُ |
|
إذا ما خَشَوْا مِن مُعْظَمِ الأمْرِ مُفْظِعاً (١) |
فأَجْراها مُجْرَى هاء الإضْمارِ ، انتَهَى. وتُسَمَّى هذه الهاء ، يَعْني التي في (سُلْطانِيَهْ) و (مالِيَهْ) ، هاءَ الاسْتِراحَةِ ؛ كما في البَصائِرِ للمصنِّفِ.
* الرابعُ : الهاءُ المُبْدَلَةُ مِن الهَمْزةِ : قال ابنُ برِّي : ثلاثَةُ أَفْعالٍ أبْدلُوا مِن هَمْزتِها هاءُ ، وهي : هَرَقْت الماءَ ، وهَنَرْتُ الثّوْبَ ، وهَرَحْتُ الدابَّةَ ، والعربُ يُبْدِلونَ هَمْزةَ (٢) الاسْتِفهامِ هاءً ، وأنْشَدَ الجَوْهرِي :
وأَتَى صَواحِبُها فقُلْنَ هذا الذي |
|
مَنَحَ المَوَدَّةَ غيرَنا وجَفانَا (٣) |
أَي أَذا الذي. ووُجِدَ بخطِّ الأزْهري في التهذيب :
وأَتَتْ صَواحِبُها فقُلْنَ هذا الذي |
|
رَامَ القَطِيعَةَ بَعْدَنا وجَفانا (٤) |
وقال البَدْرُ القرافي : زَعَمَ بعضُهم أنَّ الأصْلَ هاذا الذي فحذِفَتِ الألِفُ للوَزْنِ.
* الخامسُ : هاءُ التَّأْنيثِ ، نحو : رَحْمَهْ في الوَقْفِ ، وهي عنْدَ الكُوفيِّين أَصْلٌ وفي الوَصْل بَدَلٌ ، والبَصْرِيّون بعَكْسِ ذلكَ ، قالَهُ القَرافي. وفي الصِّحاح : قالَ الفرَّاء : والعربُ تَقِفُ على كلِّ هاءٍ مُؤَنَّثٍ بالهاءِ إلَّا طَيِّئاً فإنّهم يَقفُونَ عليها بالتاءِ فيقولون : هذه أَمَتْ وجارِيَتْ وطَلْحَتْ.
[ها] وَهَا ، بفخامَةِ الألِفِ : كَلمةُ تَنْبِيهٍ للمُخاطَبِ يُنَبِه بها على ما يُساقُ إليه مِن الكَلام. قالوا : ها السَّلامُ عَلَيْكم ، فها مُنَبِّهةٌ مُؤَكِّدَةٌ ؛ وقال الشاعرُ :
وَقَفْنا فقُلْنا ها السَّلامُ عَلَيْكُمُ |
|
فأَنْكَرَها ضَيْقُ المَجَمِّ غَيُورُ (٥) |
وفي الصِّحاح : حَرْفُ تَنْبيهٍ ؛ قال النابغَةُ :
ها إنَّ تا عِذْرَةٌ إلَّا تَكُنْ نَفَعَتْ |
|
فإنَّ صاحِبَها قد تاهَ في البَلَدِ (٦) |
وتَدْخُلُ في ذا للمُذَكَّرِ وذِي للمُؤَنَّثِ تقولُ : هذا وهذهِ وهاذاكَ وهاذِيكَ إذا لحِقَ بهما الكافُ.
قال الأزْهرِي : وأَمَّا هذا إذا كانَ تَنْبيهاً فإنَّ أَبا الهَيْثم قالَ : ها تَنْبِيهٌ تَفْتَتِحُ العربُ بها الكَلامَ بِلا مَعْنى سِوَى الافْتِتاح ، تقولُ : هذا أَخُوكَ ، ها إنَّ ذَا أَخُوكَ ، أَو ذَا لِمَا بَعُدَ وهذا لِمَا قَرُبَ ، وقد تقدَّمَ البَحْثُ فيه مُفَصَّلاً في تركيبِ ذا.
وَهَا : كِنايَةٌ عن الواحِدةِ كَرَأَيْتُها.
وأَيْضاً : زَجْرٌ للإبِلِ ودُعاءُ لها ، ويُبْنَى على الكَسْر إذا مُدَّ تقولُ : ها هَيْتُ بالإِبِلِ إذا دَعَوْتَها ، كما تقدَّمَ في حاحَيْتُ.
وها أَيْضاً : كَلمةُ إجابَةٍ وتَلْبيةٍ. وفي التهذيبِ : يكونُ جوابَ النِّداءِ يُمَدُّ ويُقْصَر ؛ وأَنْشَدَ :
لا بَلْ يُجِيبُكَ حينَ تَدْعُو باسْمِه |
|
فيقولُ : هاءَ وطالَما لَبَّى (٧) |
__________________
(١) اللسان والصحاح والتكملة قال الصاغاني : والرواية : «... من محدث الأمر معظما».
(٢) في القاموس بالكسر ، والنصب ظاهر.
(٣) من شواهد القاموس ، والشاهد ٦٤٨ في المغني بدون نسبة ، والبيت في اللسان والصحاح.
(٤) التهذيب «ها ، ٦ / ٤٨٠».
(٥) اللسان.
(٦) ديوانه صنعة ابن السكيت ط دار الفكر بيروت ص ٢٦ واللسان والصحاح وصدره في التهذيب.
(٧) اللسان والصحاح ، وقوله «وفي التهذيب يكون .. الخ» كذا بالأصل نقلاً عن الأزهري ، ولم أجدها في التهذيب ، والعبارة في الصحاح ، فلعله أخطأ ، وهو يريد الجوهري بدل الأزهري. وتبعه الشارح.