كأَنَّه قالَ
غَيْر الفَرقَدَيْن. وأَصْلُ
إلَّا الاسْتِثْناءُ
والصِّفَةُ عارِضَةٌ ، وأَصْلُ غَيْر صِفَةٌ والاسْتِثْناء عارِضٌ.
وقد
تكونُ إلَّا عاطِفَةً بمنْزِلَةِ الواوِ كقوله تعالى : لِئَلّا
يَكُونَ لِلنّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ
إِلَّا الَّذِينَ
ظَلَمُوا ؛ وقوله تعالى : لا
يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ
إِلّا مَنْ (ظَلَمَ) ؛ ثم بدل حسناً بعد سوء ، أَي
: ولا الذين ظَلَمُوا ولا مَنْ ظَلَم ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي :
وأَرَى لها
داراً بأَغْدِرةِ السِّي
|
|
دانِ لم
يَدْرُسْ لها رَسْمُ
|
إلَّا
رَماداً هامِداً دَفَعَتْ
|
|
عنه
الرِّياحَ خَوالِدٌ سُحْمُ
|
وقد ذَكَرَ
المصنِّفُ إلَّا وأَحْكامَها في تَرْكيبِ «ا ل ل» ، ومَرَّ الكَلامُ
عليه هناك.
[وزائدَةٍ] :
حَراجِيجُ
ما تَنْفَكُّ إِلَّا مُناخَةً
|
|
على
الخسف أو نَرْمِي بها تلَداً خَفْرَا
|
* وممَّا يُسْتدركُ عليه :
المُسْتَثْنَى
المُفَرَّغُ الذي يَجِيءُ بعْدَ
إلَّا في كَلامِ
غَيْر مُوجَب إذا كانَ المُسْتَثْنى منه غَيْر مَذْكُور نَحْو : ما جاءَني إلَّا زيْدٌ ، ويُعْرَبُ المُسْتَثْنى على حَسَبِ مُقْتَضى
العَوامِل ؛ وسُمِّي مُفَرّغاً لأنَّه فرَّغَ العامِلَ عن العَمَلِ فيمَا قَبْل إلَّا ، أَو لتَفْريغِ العَامِل عن المَعْمولِ للمُسْتَثْنى ،
وإذا كانَ المُسْتَثْنى ليسَ مِن الأوَّل وكانَ أَوَّله مَنْفياً يَجْعَلُونَه
كالبَدَلِ ؛ ومن ذلكَ قولُ الشَّاعر :
وبَلْدةٍ
ليسَ بها أَنِيسٌ
|
|
إلَّا
اليَعافِيرُ وإلَّا العِيسُ
|
وأَمَّا قولهُ
تعالى : (إِلّا قَوْمَ يُونُسَ) ؛ فقالَ الفرَّاء : نُصِب لأنَّهم مُنْقطِعُونَ ممَّا
قَبْل. وتأْتي إلَّا بمعْنَى لمَّا كقوله تعالى : (إِنْ كُلٌّ إِلّا كَذَّبَ الرُّسُلَ) ، وهي في قَراءَةِ عبدِ الله : إنْ كُلُّهم لمَّا
كذَّبَ الرُّسُلَ. كما إنَّ تأْتي بمعْنَى
إلَّا في قولهِ
تعالى : (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ
لَمّا عَلَيْها حافِظٌ) .
وقال ثَعْلب :
حَرْفٌ مِن الاسْتِثْناءِ تَرْفَع به العَرَبُ وتَنْصبِ ، لُغتانِ فَصِيحتانِ ،
وهو قولك : أَتانِي إخْوتُك
إلَّا أَنْ يكونَ
زيْداً وزيدٌ ، فمَنْ نَصَبَ أَرادَ إلَّا أنْ يكونَ الأمْرُ زيداً ، ومَنْ رَفَعَ
جعلَ كانَ تامَّةً مُكْتَفِيَةً عن الجزاءِ باسْمِها وسُئِلَ ثَعْلب عن حَقيقَةِ
الاسْتِثْناء إذا وَقَع
بإلَّا مكرَّراً
مَرَّتَيْن أَو ثلاثاً أَو أَرْبعاً فقال : الأوَّل حَطٌّ ، والثَّاني زيادَةٌ ،
والثَّالثُ حَطٌّ ، والرابعُ زيادَةٌ ، إلَّا أَنْ تجعلَ بعضَ إلَّا إذا جُزْت الأوَّل بمعْنَى الأوَّل فيكونُ ذلكَ
الاسْتِثْناء زِيادَةٌ لا غَيْر ، وأَمَّا قولُ أَبي عبيدَةَ في إلَّا الأُولى أنّها تكونُ بمعْنَى الواوِ فهو خَطَأٌ عنْدَ
الحذَّاقِ .
[ألَّا] : أَلَّا ، بالفتح والتَّشْديدِ : حَرْفُ
تَحْضيضٍ مُخْتَصٌّ بالجُمَلِ [الفِعْلِيَّةِ]
* الخَبَرِيَّةِ ؛ ومَرَّ له في هَلَلَ أنَّ هَلَّا تَخْتَصُّ بالجُمَلِ
الفِعْليَّة الخَبَرِيَّةِ ؛ ولَها مَعْنيانِ : تكونُ بمعْنَى هَلَّا يقالُ : أَلَّا فَعَلْتَ ذَا ، مَعْناه : لمَ لمْ تَفْعَل كذا ؛ وتكونُ
بمعْنَى أنْ لا فأُدْغمت النونُ في اللامِ وشُدِّدَتِ اللامُ تقولُ : أَمَرْته أَلَّا يَفْعلَ ذلك ، بالإدْغامِ ، ويجوزُ إظْهارُ النونِ
كقولك : أَمْرَتُك أَنْ لا تَفْعلَ ذلك ، وقد جاءَ في المصاحِفِ القديمةِ مُدْغماً
في موْضِع ، ومُظْهراً في مَوْضِع ، وكلُّ ذلكَ جائِز.
وقال الكِسائي
: أنْ لا إذا كانتْ إخْباراً نَصَبَتْ وَرَفَعتْ ، وإذا كانتْ نَهْياً جَزَمَتْ.
وقد ذَكَرَه
المصنِّفُ في ا ل ل وأَعادَه هنا ثانِياً.
__________________