وقال ابنُ أَبي عُيَيْنة :
بعِرْضٍ من بَني هَيِّ بن بَيٍّ |
|
وأَنْذالِ المَوالي والعَبيدِ |
ويا هَيَّ ما لِي مَعْناهُ التَّأَسُّفُ والتَّلَهُّفُ ، عن الكِسائي ؛ وأنْشَدَ أبو عبيدٍ :
يا هَيَّ مالي مَنْ يُعَمَّرْ يُفْنِه |
|
مَرُّ الزَّمانِ عليه والتَّقْلِيبُ |
وقيلَ : مَعْناهُ ما أَحْسَن هذا.
ويقولونَ : هَيَّا هَيَّا ، أَي أَسْرِعْ إذا جدوا (١) بالمَطِيِّ ومنه قولُ الحرِيرِي : فقُلْنا للغُلامِ هَيَّا هَيَّا وهات ما تهيا.
وقال أبو الهَيْثم : ويقولون عنْدَ الإغْراءِ بالشيءِ هِي هِي بكسْرِ الهاءِ ، وقد هَيْهَيْتُ به أَي أَغْرَيْتُه وهِيهِيه ، بالكسْر والهاءُ للسَّكْت : قَرْيةٌ بمِصْرَ في الشرقية : «وهَيا ، بالتّخْفيفِ : مِنْ حُروفِ النِّداءِ هاؤُهُ بدلٌ مِن الهَمْزةِ وسَيَأْتي.
وقال الفرَّاء : العَرَبُ لا تقولُ هِيَّاكَ ضَرَبْتَ ، ويقولون هِيَّاكَ وزَيْداً إذا نَهَوْكَ ، والأخْفَشُ يُجيزُ هِيَّاكَ ضَرَبْت ، وسَيَأْتي.
وقال بعضُهم : أَصْلُه إيَّاك فقُلِبَتِ الهَمْزةُ هاءً ؛ نقلَهُ الأزْهري.
قال اللّحْياني : وحُكِي عن بعضِ بَني أَسَدٍ وقَيْسٍ هِيْ فَعَلَتْ ذلكَ ، بإسْكانِ الياءِ ، وقد يُسَكِّنونَ الهاءَ ؛ ومنه قولُ الشاعرِ :
فقُمْتُ للطَّيْفِ مُرْتاعاً وأَرَّقَني |
|
فقُلْتُ أَهْيَ سَرَتْ أَمْ عادَني حُلُمُ؟ |
وذلكَ على التَّخْفيفِ وسَيَأْتي إن شاءَ لله تعالى.
والهَواهِي : الباطِلُ مِنَ القَوْلِ واللَّغْوُ ؛ كذا قالَهُ الجَوْهرِي فعبَّر عن الجَمْعِ بالمُفْردِ ؛ وأَنْشَدَ لابنِ أَحْمر :
أَفي كُلِّ يَوْمٍ تَدْعُوانِ أَطبَّةً |
|
إليَّ وما يُجْدُونَ إلَّا الهَواهِيا؟ (٢) |
فصل الياء المثناة التحتية مع نفسها والواو
* ممَّا يُسْتدرك عليه :
[يبي] : يابي ، بكسْر الموحَّدَةِ : جِدُّ محمدِ بنِ سعِيدِ ابنِ قندٍ البُخارِي عن ابنِ (٣) السكين الطائِي ، وعنه محمدُ ابنُ حليس بنِ أَحمدَ ؛ ذَكَرَه الأمير (٤).
[يدي] : ي اليَدُ ، بتَخْفيفِ الدالِ وضَمِّه الكَفُّ أَو مِن أَطْرافِ الأصابعِ إلى الكَفِّ (٥) ؛ كذا في النسخِ والصَّوابُ إلى الكَتِفِ ؛ وهذا قولُ الزجَّاج ؛ وقال غيرُهُ : إلى المَنْكبِ ، وهي أُنْثى مَحْذُوفَةُ اللام. أَصْلُها يَدْيٌ على فَعْلٍ ، بتَسْكِينِ العَيْنِ فحذِفَتِ الياءُ تَخْفِيفاً فاعْتَقَبت حَرَكَة اللامِ على الدال ؛ ج أَيْدٍ على ما يَغْلب في جَمْعِ فَعْلٍ في أَدْنى العَدَدِ ، ويُدِيٌّ ، كثُدِيٍّ.
قال الجَوْهرِي : وهذا جَمْع فَعْلٍ مِثْل فَلْسٍ وأَفْلُسٍ وفُلُوسٍ ، ولا يُجْمَعُ فَعَلٌ ، بتَحْريكِ العَيْن ، على أَفْعُل إلَّا في أَحْرفٍ يَسِيرةٍ مَعْدُودَةٍ مِثْل زَمَنٍ وأَزْمُنٍ وجَبَلٍ وأَجْبُلٍ وعَصاً وأَعْصٍ ؛ وأَمَّا قولُ مُضَرِّسِ بنِ رِبْعِي الأسَدِي أَنْشَدَه سيبويه :
فَطِرْتُ بمُنْصُلِي في يَعْمَلاتٍ |
|
دَوامِي الأَيْدِ يَخْبِطْنَ السَّرِيحا (٦) |
__________________
(١) في اللسان : حدوا.
(٢) الصحاح. وفي اللسان : يدعوان.
(٣) في التبصير ١ / ٥٥ : «أبي السكن» وبحاشيته عن نسخة : «أبي السكين زكريا بن يحيى».
(٤) ومما يستدرك عليه : ذكر في اللسان يبا : ابن بري خاصة : يبة اسم موضع وادٍ باليمن قال كثير :
إلى يبةٍ إلى برك الغماد
(٥) في القاموس : الكَتِفِ.
(٦) اللسان والصحاح وفيه «بمنصلٍ».