[همي] : ي هَمَى الماءُ والدَّمْعُ يَهْمِي هَمْياً ، بالفتح ، وهُمِيًّا ، كصُلِيِّ ؛ وهذه عن ابنِ سِيده ؛ وهَمَياناً ، محرَّكةً ؛ واقْتَصَرَ عليها والأُوْلى الجَوْهرِي ؛ أَي سَالا.
وقال ابنُ الأعرابي : هَمَى وعَمَى كلُّ ذلكٍ إذا سَالَ ؛ قال مُساوِرُ بنُ هِنْدٍ :
حتى إذا لقحتها تَقَمَّم |
|
واحْتَمَلَتْ أَرْحامُها منه دَمَا |
مِن آيلِ الماءِ الذي كان هَمَى (١)
وهَمَمتِ العَيْنُ تَهْمِي هَمْياً وهُمْياً وهَمَياناً : صَبَّتْ دَمْعَها ؛ عن اللّحْياني ؛ وقيلَ : سَالَ دَمْعُها ؛ وكذلكَ كلُّ سائِلٍ مِن مَطَرٍ ؛ ومنه قولُ الشَّاعرِ :
فسَقَى دِيارَكَ غَيْرَ مُفْسِدِها |
|
صَوْبُ الرَّبيعِ ودِيمةٌ تَهْمِي (٢) |
يعْني تَسِيلُ وتَذْهَبُ.
وهَمَتِ الماشِيَةُ هَمْياً نَدَّتْ للرَّعْي ، نقلَهُ الجَوْهرِي.
وهَمَى الشَّيءُ هَمْياً : سَقَطَ ؛ عن ثَعْلب.
وهَوامِي الإبِلِ : ضَوالّها ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
وقد هَمَتْ تَهْمِي هَمْياً : إذا ذَهبَتْ على وَجْهِها في الأرْضِ مُهْمَلَة بِلا رَاعٍ ولا حافِظٍ ، فهي هامِيَةٌ. وفي الحديثِ : «أنَّ رجُلاً سأَلَ النبيَّ صلىاللهعليهوسلم ، فقالَ : إنَّا نُصِيبُ هَوامِيَ الإِبِلِ ، فقالَ : ضالَّةُ المُؤْمِنِ حرَقُ النارِ» ، وقال أَبو عبيدَةَ : الهَوامِي الإبِلُ المُهْملَةُ بِلا رَاعٍ : ناقَةٌ هامِيَةٌ ، وبَعيرٌ هامٍ ، وكلُّ ذاهبٍ وجارٍ من حَيَوانٍ أَو ماءٍ فهو هامٍ ؛ ومنه هَمَا المَطَرُ ، ولعلَّه مَقْلوبُ هامَ يَهِيمُ.
والهِمْيانُ ، بالكسرِ : شِدادُ السَّراويلِ ؛ كذا في المُحْكم. قالَ ابنُ دُرَيْدٍ : أَحْسَبُه فارِسِيًّا مُعَرّباً ؛ ومِثْلُه لابنِ الجواليقِي.
وأَيْضاً : وِعاءٌ للدَّراهِمِ.
قال الجَوْهرِي : مُعَرَّبٌ.
وقال أبو الهَيْثم : الهِمْيانُ المِنْطَقَةُ كُنَّ يَشْددنَ به أَحْقِيَهُنَّ ، وبه فسَّر قولَ الجَعْدي :
مِثْلُ هِمْيانِ العَذارَى بَطْنُه |
|
يَلْهَزُ الرَّوْضَ بنُقْعانِ النَّفَلْ (٣) |
يقولُ : بَطْنُه لَطِيفٌ يُضَمُّ بَطْنُه كما يُضَمُّ خَصْرُ العَذْراءِ ، وإنَّما خَصَّ العَذْراءَ بضَمِّ البَطْنِ دونَ الثَّيِّبِ إذا وَلَدَتْ مَرَّةً عَظُمَ بَطْنُها.
وهِمْيانٌ : شاعِرٌ ، وهو هِمْيانُ بنُ قحافَةَ السَّعْدِي.
ويُثَلَّثُ ، واقْتَصَرَ الجَوْهرِي على الكَسْر والضَّم ، فعلى الكَسْر يكونُ مِن هِمْيانِ النَّفَقَةِ أَو المِنْطَقَةِ ؛ وعلى الضَّم : كأنَّه جَمْعُ بَعيرٍ هامٍ كرَاعٍ ورِعْيان ، أَو اسْمٌ مِن همى كعُثمان مِن عثم ؛ وعلى الفَتْح : اسْمٌ مِن هَمَى كسَحْبان مِن سَحَبَ.
ومَرَّ للمصنِّفِ ذِكْرُ الهِمْيانِ في النونِ وأعادَهُ هنا إشارَةً إلى القَوْلَيْن ، وذَكَرَ هناك في اسْمِ الشاعرِ الكَسْر أَو الضَّم أَو التَّثْلِيثَ ، هكذا بأَوْ إشارَة إلى أنَّها أَقْوالٌ ، فتأَمَّل.
والهَمَيانُ ، كالغَثَيانِ محرَّكةً ؛ ولو قالَ : بالتّحْريكِ أَغْناهُ عن هذا التَّطْويل في غَيْر مَوْضِعِهِ ؛ ع ؛ عن ثَعْلَب أَنْشَدَ :
وإنَّ امْرَأً أَمْسَى ودُونَ حَبِيبهِ |
|
سَواسٌ فوادِي الرَّسِّ فالهَمَيانِ |
لمُعْتَرِفٍ بالنَّأْي بَعْدَ اقْتِرَابِه |
|
ومَعْذُورة عَيْناهُ بالهَمَلانِ (٤) |
وهو ممَّا أَغْفَلَهُ ياقوتُ.
__________________
(١) اللسان وفيه : «إذا ألقحتها».
(٢) اللسان بدون نسبة ، ونسبه في التهذيب لطرفة ، والبيت في ديوانه ط بيروت ص ٨٨ برواية : «فسقى بلادك صوب الغمام» والمثبت كرواية المصدرين.
(٣) اللسان ، ويروى :
أبلق الحقوين مشطوب الكفل.
(٤) اللسان.