وقولهُ تعالى : (إِلّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً) (١) ، يجوزُ أنْ يكونَ مَصْدراً ، وأَنْ يكونَ جَمْعاً ، والمَصْدَرُ أَجْوَدُ لأنَّ في القِراءَةِ الأُخْرى : منهم تَقِيَّةً ، التَّعْلِيل للفارِسِيِّ ؛ كذا في المُحْكم.
وفي التهذيب : قَرَأَ حميد تَقِيَّةً ، وهو وَجْهٌ ، إلَّا أَنَّ الأُولى أَشْهَرُ في العربيَّةِ.
قُلْتُ : قَوْل ابنِ سِيدَه وأن يكونَ جَمْعاً ، قالَ الجَوْهري : التُّقاةُ التَّقِيَّةُ ، يقالُ اتَّقَى تُقْيَة وتُقاةً مِثْل اتَّخَمَ تُخَمَةً.
وحكَى ابنُ برِّي عن القزَّاز : تُقًى جَمْع تُقاةٍ مِثْلُ طُلًى وطُلاةٍ.
قُلْتُ : ورَواهُ ثَعْلَب عن ابنِ الأعْرابي وقالَ : هُما حَرْفان نادِرَانِ.
وقالوا ما أَتْقاهُ لله : أَي أَخْشاهُ.
وهو أَتْقَى من فلانٍ : أَي أَكْثَر تَقْوَى منه.
ويقالُ للسّرْجِ الوَاقِي : ما أَتْقاهُ أَيْضاً ؛ وقولُ الشاعرِ :
ومَن يَتَّقِ فإنَّ الله مَعْهُ |
|
ورِزْقُ الله مُؤْتابٌ وغادِي (٢) |
قال الجَوْهرِي : أَدْخل جَزْماً على جَزْمٍ.
وحكَى سيبويه : أَنْتَ تِتْقي الله ، بالكسْر ، على لُغَةِ مَنْ قالَ تِعْلَم ، بالكَسْر.
وأَتْقاهُ : اسْتَقْبَل الشَّيءَ وتَوَقَّاهُ ؛ وبه فَسَّر أَبو حيَّان قولَه تعالى : (إِنِ اتَّقَيْتُنَّ) (٣).
ورجُلٌ وَقِيٌّ تَقِيٌّ بمعْنًى واحِدٍ.
الوِقايَةُ ، بالكَسْر ويُفْتَح ، التي للنِّساءِ ، كما في الصِّحاح ؛ وأيْضاً ما يُوقَى به الكِتابُ.
وابنُ الوِقاياتي : محدِّثٌ ، هو أبو القاسِمِ عُثْمانُ بنُ عليِّ بنِ عبيدِ الله البَغْداديُّ عن ابنِ البطر ، وعنه الحافِظُ أَبو القاسِمِ الدِّمَشْقي ، ماتَ سَنَة ٥٢٥.
ورجُلٌ وَقَّاءُ ككتَّانٍ : شَديدُ الاتِّقاءِ.
ومُوَقَّى ، كمعَظَّم : جَدُّ عبْدِ الرحمنِ بنِ مكِّيِّ سِبْطِ السِّلَفِي.
وفَرَسٌ واقِيَةٌ مِن خَيْلٍ أَواقٍ إذا كانَ بها ظلع ؛ نقلَهُ القالِي.
والوَاقِي مَصْدرٌ كالوَاقِيَةِ ؛ عن ابنِ برِّي ؛ وأنْشَدَ لأَفْنون التَّغْلبي :
لَعَمْرُكَ ما يَدْرِي الفَتَى كيفَ يَتَّقِي |
|
إذا هُو لم يَجْعَلْ له الله واقِيا (٤) |
ومِن المجازِ : اتَّقاهُ بحَجَفَتِه (٥) ؛ ومنه قولُ الشاعرِ :
رام إن يرمي فَرِيسته |
|
فاتّقته من دمٍ بدمِ |
والتقوى : مَوْضِعٌ ؛ عن القالِي ؛ وأَنْشَدَ لكثيرٍ :
ومَرَّتْ على التّقْوى بهِنَّ كأَنَّها |
|
سَفائِنُ بَحْرٍ طابَ فيه مَسِيرُها |
ووَقَى العَظْمُ وَقْياً : وعى وانْجَبَرَ.
والوَقى : الظَّلعُ والغَمْزُ.
والتقيا : شيءٌ يُتَّقَى به الضَّيْفُ أَدْنَى ما يكونُ.
ووِقاءُ بنُ الأسْعَر (٦) ، بالكسر ، اسْمُ لسان الحُمَّرة الشَّاعِر ؛ قال الحافِظُ : كذا قَرَأْتُ بخطِّ مغلطاي الحافظ.
وجَلْدَك التقويُّ (٧) : مَنْسوبٌ إلى تَقِيِّ الدِّيْن عُمَر صاحِبِ حَمَاة ، رَوَى عن السِّلَفيّ.
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآية ٢٨.
(٢) اللسان والصحاح.
(٣) سورة الأحزاب ، الآية ٣٢.
(٤) المفضلية ٦٥ البيت ٤ لأفنون التغلبي ، برواية : «... ما يدري امرؤٌ ...» والمثبت كرواية اللسان ونسبه. خطأ. لأفيون التغلبي.
(٥) عن الأساس وبالأصل بجحفته.
(٦) في التبصير ٤ / ١٤٧٣ «الأشعر» وذكر اسمه في موضع آخر ١ / ٤٥٨ حصين بن ربيعة بن صقر بن كلاب التيمي.
(٧) في التبصير ٤ / ١٤٤٤ «التَّقَوى».