بآيةِ ما أنَّ النّقا طَيِّبُ النَّشا |
|
إذا ما اعْتَراهُ آخِرَ اللّيْل طارِقُهُ |
ومن النَّتْن النَّشا ، سُمِّي بذلكَ لنَتْنِهِ في حالِ عَمَلِه.
قالَ ابنُ برِّي : فهذا يدلُّ على أَنَّ النَّشا عَرَبيٌّ وليسَ كما ذَكَرَه الجَوْهرِي ، قالَ : ويدلُّكَ على أَنَّ النَّشا ليسَ هو النَّشاسْتَجِ ، كما زَعَم أَبو عبيدٍ في بابِ ضُروبِ الألْوانِ مِن كتابِ الغَرِيبِ المصنَّف الأُرْجُوان : الحُمْرَةُ ، ويقالُ الأُرْجُوان النَّشاسْتَج ، وكَذلكَ ذَكَرَه الجَوْهرِي في فصْلِ رجا فقالَ : والأُرْجُوان صبْغٌ أَحْمر شَدِيدُ الحُمْرةِ ؛ قالَ أبو عبيدٍ : وهو الذي يقالُ له النَّشاسْتَج ، والبَهْرَمان دُونَه ، قالَ ابنُ برِّي : فثَبَتَ بهذا أنَّ النَّشاسْتَج غَيْرُ النَّشا.
ومحمدُ بنُ حبيبٍ النَّشائيُّ : محدِّثٌ ؛ هكذا في النسخ والصَّوابُ محمدُ بنُ حرب قالَ الحافظُ في التّبْصير : هو مِن المَشايخِ النبل نُسِبَ إلى عملِ النَّشا.
ونَشْوَى ، كسَكْرَى ؛ كذا في النسخِ وضَبَطَه ياقوتُ كحمزى (١) ؛ د. بأَذْرَبِيجان (٢) ، أَو مِن أرّ أن بلصقِ إرْمِينِيَة ، منه الإمامُ أَبو الفَضْلَ خداداءُ (٣) بنُ عاصِمِ بنِ بكران النَّشويُّ خازاندار الكُتُب بجنزة (٤) ، رَوَى عن أَبي نَصْر عبدِ الواحدِ بنِ عسْرَة (٥) القَزْويني ، وعنه ابن ماكولا.
ولا تَقُلْ نَخْجَوانُ ، بالخَاءِ والجيمِ ، ولا نَخْشَوانُ ، بقلْبِ الجيمِ شيناً ، ولا نَقْشَوانُ ، بقلْبِ الخاءِ قافاً ، فإنَّها مِن إطْلاقاتِ العامَّة ، وصَحَّح بعضٌ نَخْجَوان وجَعَلَ النِّسَبَ إليه نَشَويٌّ على غيرِ القِياسِ.
وأُتْرُجَّةٌ نَشْوَةٌ : إذا كانتْ لسَنَتِها.
والنَّشاةُ : الشَّجَرَةُ اليابِسَةُ ، ج نَشاً ، كعَصاةٍ (٦) وعَصاً ؛ ذَكَرَه المطرز. قال ابنُ سِيدَه : إمَّا أَنْ يكونَ على التَّحْويل ، وإمَّا أنْ يكونَ على ما حَكَاه قُطْرب مِن أَنَّ نَشا يَنْشَوُ لُغَة في يَنْشَأَ ؛ قالَ الهُذَلي :
تَدَلَّى عَلَيْه من بَشام وأَيْكةٍ |
|
نَشاة فُرُوعِ مُرْثَعِنِّ الذَّوائِبِ (٧) |
وممَّا يُسْتدركُ عليه :
النّشا ، مَقْصورٌ ، ومَصْدَر نشا رِيحاً ، كعَلِمَ ، إذا شَمَّها ؛ كالنَّشاة ، يقالُ للرَّائِحةِ نَشاةٌ ونَشاً ؛ نقلَهُ ابنُ برِّي عن عليِّ ابنِ حَمْزةَ ، والجَمْعُ أَنْشاءٌ.
وأَنْشاكَ الصَّيْد : شَمَّ رِيحَكَ.
وأَنْشاكَ الشَّرابُ : أَسْكَركَ ؛ ومنه قَهْوةُ الانْشاءِ.
وامْرأَةٌ نَشْوَى ، والجَمْعُ نَشَاوَى ، كسَكَارَى ، قال زُهَيْر :
وقد أَغْدُو على ثُبةٍ كِرامٍ |
|
نَشَاوَى واجِدينَ لمَا نَشَاءُ (٨) |
والاسْتِنْشاءُ في الوضوءِ : هو الاسْتِنْشاقُ.
وقال الأصْمعي : يقالُ اسْتَنْش هذا الخَبَرَ واسْتَوِشِ ، أَي تَعرَّفْه.
والمُسْتَنْشِيةُ : الكاهِنَةُ لأنَّها تَبْحثُ الأخْبارَ ؛ ويُرْوَى بالهَمْزِ ، وقد ذُكِرَ في محلِّه.
ونَشَوْتُ في بَني فلانٍ نَشْوَةً ونَشْواً : كَبِرْتُ ؛ عن ابن القطَّاع.
قال قُطْرب : هي لُغَةٌ وليسَ على التَّحْويلِ.
والنَّشْوُ : اسْمٌ لجَمْعِ نَشاة للشَّجَرَةِ اليابسَةِ : ومنه قولُ الشاعرِ :
كأَنَّ على أَكْتافِهِم نَشْوَ غَرْقَدٍ |
|
وقد جاوَزُوا نَيَّانَ كالنَّبَطِ الغُلْفِ |
__________________
(١) قيده ياقوت بالنص : بفتح أوله وثانيه وثالثه.
(٢) عن القاوس وياقوت وبالأصل بأزربيجان ، بالزاي.
(٣) في ياقوت «حداد» وفي الباب : «خذا داه».
(٤) عن اللباب وياقوت وبالأصل «بخبزة».
(٥) عن اللباب وياقوت وبالأصل «بسرة».
(٦) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : كعصاة وعصا ، كذا بخطه ولعله تصحيف : كقناة «وقنا».
(٧) البيت لصخر الغي ، شرح أشعار الهذليين ١ / ٢٤٨ واللسان منسوباً فيه للهذلي.
(٨) ديوان زهير بن أبي سلمى ط بيروت ص ١١ واللسان.