قيلَ : أَرادَ
قَصْدَها وأَنَّثَ على قوْلِكَ ذَهَبَتْ بعضُ أَصابِعِهِ ؛ ويقالُ : إنَّه أَرادَ
مَنازِلَها فحذَفَ ؛ ومِثْلُه قولُ لبيدٍ :
دَرَسَ المَنا بمُتَالِعٍ فأَبَانِ
قالَ
الجَوْهرِي : وهي ضَرُورَةٌ قَبِيحَةٌ.
* قُلْت : وقد
فَسَّر الشَّيْباني في الجيمِ قوْلَ الأخْطَل بمعْنًى آخَر سَيَأْتِي قرِيباً.
ومُنِيَ بكذا ، كعُنِيَ : ابْتُلِيَ به ، كأَنَّما قُدِّرَ له وقُدِّرَ لها.
ومُنِيَ لكذا : وُفِّقَ له.
والمَنِيُّ ، كغَنِيٍّ ، وهو مُشَدَّد : والمَذْيُ والوَدْيُ مُخَفَّفان ، وقد
يُخَفَّفُ في الشِّعْرِ ، وقولُه : كإلَى ، غَلَطٌ صوابُه به ويُخَفَّفُ ، والمَنْيَةُ ، كرَمْيَةٍ للمَرَّةِ من الرَّمْي وضَبَطَه الصَّاغاني في التكملةِ
بضم الميمِ وهو الصَّوابُ ؛ ماءُ
الرَّجُلِ والمرأَةِ ؛ اقْتَصَرَ الجَوْهرِي وجماعَةٌ على ماءِ الرَّجُلِ ؛ وشاهِدُ التَّشْديدِ
قولُه تعالى : (أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً
مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى) ؛ أَي يُقَدَّرُ بالعِدَّةِ الإلهيَّةِ ما تكوّن منه ؛
وقُرِىءَ تُمْنَى بالتاءِ على النّطْفةِ.
وسُمِّي المَنِيّ لأنَّه يُقَدَّرُ منه الحَيَوانُ ؛ وأَنْشَدَ ابنُ
برِّي للأخْطَل يَهْجُو جريراً :
مَنِيُّ
العَبْدِ عَبْدِ أَبي سُواجٍ
|
|
أَحَقُّ مِنَ
المُدامةِ أَنْ يُعابا
|
وشاهِدُ
التَّخْفِيفِ قولُ رُشَيْدِ بنِ رُمَيْضِ ؛ أَنْشَدَهُ ابنُ برِّي :
أَتَحْلِفُ
لا تَذُوقُ لنا طَعاماً
|
|
وتَشْرَبُ
مَنْيَ عَبْدِ أَبي سُواجِ؟
|
ج مُنْيٌ ، كقُفْلٍ ؛ حَكَاهُ ابنُ جنِّي وأَنْشَدَ :
أَسْلَمْتُمُوها
فباتَتْ غيرَ طاهِرةٍ
|
|
مَنْيُ
الرِّجالِ على الفَخْذَيْنِ كالمُومِ
|
ومَنَى الرَّجُلُ
يمني مَنْياً
وأَمْنَى إِمْناءً ومَنَّى تَمْنِيَةً ، كلُّ ذلكَ
بمعْنًى ؛ وعلى
الأوَّلَيْن اقْتَصَر الجَوْهرِي والجماعَةُ.
واسْتَمْنَى : طَلَبَ خُرُوجَهُ واسْتَدْعاهُ.
ومِنَى ، كإلَى. ة بمكَّةَ ، تُكْتَبُ بالياءِ ، وتُصْرَفُ ولا تُصْرَفُ. وفي الصِّحاح : مَوْضِعٌ بمكَّة ، مُذَكَّرٌ
يُصْرَفُ.
وفي كتابِ
ياقوت : مِنًى ، بالكسْرِ والتَّنْوينِ في الدَّرجِ .
سُمِّيَتْ بذلكَ
لِما يُمْنَى بها من الدِّماءِ ؛ أَي يُراقُ.
وقالَ ثَعْلب :
هو مِن قوْلِهم : مَنَى اللهُ عليه المَوْتَ ، أَي قَدَّرَهُ لأنَّ الهَدْيَ
يُنْحَرُ هُنالِكَ.
وقالَ ابنُ
شُمَيْل : لأنَّ الكبْشَ
مُنِيَ به أَي ذُبحَ.
وقالَ ابنُ
عُيَيْنَة : أُخِذَ مِن
المَنايا ، أَو لأنَّ
العَرَبَ تُسَمَّى كلَّ محلِّ يُجْتَمَع فيه
مِنًى ، أَو
لِبُلُوغِ الناسِ فيه
مُناهُم ؛ نقلَهُ
شيْخُنا.
ورُوِي عن ابنِ
عبَّاسِ رضِيَ اللهُ تعالى عنهما ، أَنَّه قالَ : سُمِّيَتْ
بذلكَ لأنَّ جِبْريلَ ، عليهالسلام ، لمَّا أَرادَ أَنْ يُفارِقَ آدَمَ ، عليهالسلام ، قال
له : تَمَنَّ ، قالَ : أَتَمَنَّى الجَنَّةَ ، فسُمِّيَتْ مِنًى لأُمْنِيَّةِ آدَمَ ، عليهالسلام ؛ وهذا القولُ نقلَهُ ياقوتٌ غَيْر مَعْزُوِّ.
قالَ شيْخُنا :
مكَّةَ نَفْسُها قَرْيَةٌ ، ومِنَى قَرْيةٌ أُخْرَى بَيْنها وبينَ مَكَّة أَمْيالٌ ، ففي
كَلامِ المصنِّفِ نَظَرٌ ، انتَهَى.
وقالَ ياقوتٌ :
مِنَى بُلَيْدَةٌ على فَرْسَخ من مكَّةَ طُولُها مِيلان تعمرُ
أَيامَ المَوْسِم وتَخْلُو بَقِيَّة السَّنَةِ إلَّا ممَّنْ يَحْفَظُها ، وقَلَّ
أَن يكونَ في الإسْلامِ بَلَدٌ مَذْكورٌ إِلَّا ولأهْلِه بمِنَى مضْرَبٌ.
ومِنَى : شعبان بَيْنهما أَزِقَّةٌ ، والمسْجِدُ في الشارعِ
الأيْمَن ، ومَسْجِد الكَبْشِ بقُرْبِ العَقَبَةِ التي تُرْمَى عليها
__________________