نَتَّخِذَ لَهْواً) (١). قالوا : أَيِ امْرأَةً تعالى اللهُ عن ذلكَ ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
واللُّهْوَةُ ، بالضَّمِّ والفتح ، واقْتَصَرَ الجَوْهرِي على الضم : ما أَلْقَيْتَهُ في فَمِ الرَّحا*.
وفي الصِّحاح : ما أَلْقَاهُ الطاحِنُ في فَمِ الرَّحا بيدِهِ ؛ وأَنْشَدَ القالِي لعَمْرو بنِ كُلْثوم :
يَكونُ ثِفَالُها شرقيّ نَجدٍ |
|
وَلُهْوَتُها قُضاعةُ أَجمعِينَا (٢) |
واللُّهْوَةُ ، بالضم والفتح : العَطِيَّةُ ، واقْتَصَرَ الجَوْهرِي على الضم ، وقالَ : دَرَاهِمُ كانت أَو غيرُها.
أَو أَفْضَلُ العَطايَا وأَجْزَلُها ؛ عن ابنِ سِيدَه ؛ كاللُّهْيَةِ ، بالضم ؛ وهذه على المُعاقبَةِ.
واللُّهْوَةُ ، بالضم : الحَفْنَةُ مِن المالِ. يقالُ : اشْتَراهُ بلُهْوةٍ مِن المالِ.
أَو اللُّهْوةُ : الأَلْفُ من الدَّنانيرِ والدَّراهمِ لا غَيْر ؛ وفي المُحْكم : ولا يقالُ لغيرِها ، عن أَبي زيْدٍ.
ولَهِيَ به ، كرَضِيَ : أَحَبَّهُ.
قالَ ابنُ سِيدَه : وهو مِن الأوَّل لأنَّ حبَّكَ الشيء ضَرْب من اللهْو به.
ولَهِيَ عنه : سَلا ونَسِيَ وغَفَلَ وتَرَكَ ذِكْرَه. تقولُ : الْهَ عن الشيءِ أَي اتْرُكْه.
وفي الحديثِ : إذا اسْتَأْثَر اللهُ بشيءٍ فالْهَ عنه». وكانَ ابنُ الزُّبَيْر إذا سَمِعَ صوْتَ الرعْدِ لَهِيَ عن حديثِهِ ، أَي تَرَكَه وأَعْرَضَ عنه.
كَلَها عنه ، كدَعا ، لُهِيًّا ، كعُتِيِّ ، ولِهْياناً ، بالكسْر ، وهُما مَصْدَرَا لَهِيَ ، كرَضِيَ ، كما هو نَصّ المُحْكم والصِّحاح وابنِ الأثير وتَلَهَّى مِثْل لَها ، أَي لَعِبَ ؛ كما في الصِّحاح. وفي المُحْكم : لَهِيَ وتَلَهَّى. غَفَلَ عنه ونَسِيَه ؛ ومنه قولُه تعالى : (فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهّى) (٣) ، وأَصْلُه تَتَلَهَّى أي تَتَشاغَلُ. يقالُ : تَلَهَّ ساعةً أَي تَشاغَل وتَعَلَّل وتمَكَّث.
واللهاةُ من كلِّ ذي حَلقٍ : اللّحْمَةُ المُشْرِفَةُ على الحَلْقِ ، أَو ما بينَ منْقَطَعِ أَصْلِ اللِّسانِ إِلى مُنْقَطَعِ القَلْبِ من أَعْلَى الفَمِ ؛ كما في المُحْكم.
وقال الجَوْهرِي : هي الهَنَةُ المُطْبِقةُ في أَقْصَى سَقْفِ الفَمِ ، ج لَهَواتٌ ؛ أَنْشَدَ القالِي للفرَزْدَق يمدَحُ بني تميمٍ :
ذُبابٌ طارَ في لَهَواتِ لَيْثٍ |
|
كَذاكَ اللَّيْثُ يَزْدَرِدُ الذُّبابا (٤) |
وفي حديثِ الشَّاةِ المَسْمومَةِ : «فما زلْتُ أَعْرفُها في لَهَواتِ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوسلم».
ولَهَيَاتٌ : مِثالُ القَطَيات ، نقلَهُما الجَوْهرِي.
ولُهِيٌّ ولِهِيٌّ ، بالضَّمِّ والكسر مع تَشْديدِ يائِهما ؛ نقلَهُما ابنُ سِيدَه.
ولَهاءُ ولِهاءٌ ، كسَحابٍ وكِتابٍ ؛ قالَ ابنُ سِيدَه. وبهما رُوِي قولُ الشاعرِ :
يا لكَ مِن تَمْرٍ ومِن شِيشاءِ |
|
يَنْشَبُ في المَسْعَلِ واللهاءِ (٥) |
قال : فمَن فَتَحَ ثم مدَّ فعلى اعْتِقادِ الضَّرورَة ، وقد رآهُ بعضُ النّحويِّين ، والمُجتمعُ عليه عكْسُه ، وزعَم أَبو عبيدَةَ (٦) أنَّه جمْع لَهاً على لِهاءٍ ، وهذا لا يُعرَّج عليه ولكنَّه جمْع لَهاةٍ ، لأنَّ فَعَلَة تُكسَّر على فِعالٍ ، ونظِيرُه أَضاةٌ وإضاءٌ ، وفي السالمِ رَحَبَةٌ ورِحابٌ ورَقَبَةٌ ورِقابٌ ، انتَهَى.
وقال الجَوْهرِي : إنَّما مدَّه ضَرُورَةً ، ويُرْوى بكسْرِ اللامِ. قال أبو عبيدة (٧) هو جمْعُ لَهاً مِثْل الإضَاء جَمْع أضاً والأضا جمْعُ أُضاةٍ.
__________________
(١) سورة الأنبياء ، الآية ١٧.
(*) كذا ، وبالقاموس : الرَّحى.
(٢) من معلقته ، مختار الشعر الجاهلي ٢ / ٣٦٥ ، والبيت في الأساس وعجزه في التهذيب.
(٣) سورة عبس ، الآية ١٠.
(٤) ديوانه ط بيروت ١ / ١٠١ برواية : «يلتهم» بدل : «يزدرد» ، واللسان.
(٥) اللسان والصحاح والثاني في التهذيب ، بدون نسبة.
(٦) في اللسان : أبو عبيد.
(٧) الصحاح : أبو عبيد.