والمُحْكم ، وزادَ في الأخيرِ : رَواهُ أَبو العبَّاس عنه.
[كسو] : والكُسْوةُ ، بالضَّمِّ : ة بدِمَشْقَ ، والمَشْهُورُ على الألْسِنَةِ بالكَسْرِ ، وهو المَوْضِعُ الذي كانتْ تُعْمَل فيه كُسْوَةُ الحَرَمَيْن الشَّريفَيْن سابِقاً ، وهي أَوَّل مَنْزلٍ للخارِجِ مِن دِمَشْقَ إلى مِصْرَ.
والكُسْوةُ : الثَّوْبُ الذي يُلْبَسُ ، ويُكْسَرُ ، والضَّمُّ أَشْهَر ، كما قالَهُ ابنُ السيِّد ؛ وعند العامَّةِ الكَسْر أَشْهَر. ج كُساً ، بالضَّمِّ ، وهو جَمْعُ الكُسْوَةِ ، بالضَّمِّ والكَسْرِ ، كما هو نصُّ الصِّحاح. وكِساً (١) ، بالكَسْرِ ، جَمْعُ كسوَةٍ ؛ نقلَهُ الصَّاغاني ؛ ومِثْلُه : بُرْمة (٢) وبِرام ، وبُرْقَةٌ وبِراقٍ.
وفي كتابِ القالِي : كُساً (٣) جَمْعُ كُسْوةٍ ، هكذا هو مَضْبوطٌ.
وكَسِيَ العَرْيَانُ ، كَرَضِيَ : لَبِسَها ؛ قال الشَّاعرُ :
يَكْسى ولا يَغْرَثُ مَمْلوكُها |
|
إذا تَهَرَّت عنْدَها الهارِيهْ (٤) |
أَنْشَدَهُ يَعْقوبُ.
كاكْتَسَى.
وكَسَاهُ إِيَّاهُ كَسْواً : أَلْبَسَهُ ..
قال ابنُ جنِّي : أَمَّا كَسِيَ زَيْدٌ ثوباً وكَسَوْته ثوْباً فإنَّه وإن لم يُنْقَل بالهَمْزةِ فإنَّه نُقِل بالمآل ، ألا تَراهُ نُقِل من فَعِلَ إلى فَعَلَ ، وإنّما جازَ نَقْلُه لفَعَل لما كانَ فَعَلَ وأَفْعَلَ كثيراً مَا يَعْتَقِبان على المَعْنَى الواحِدِ نحو جَدَّ في الأمْرِ وَأَجَدَّ ، وصَدَدْته عن كذا وأَصْدَدْته ، وقَصَرَ عن الشيء ، وأَقْصَرَ ، وسَحَتَه اللهُ وأَسْحَتَه ونَحْو ذلكَ ، فلمَّا كانَ فَعَلَ وأفْعَلَ على ما ذَكَرْنَا من الاعْتِقابِ والتَّعاوُضِ ونُقِلَ بأَفْعَل ، نقلَ أَيْضاً فَعِلَ يَفْعَل نَحْوَ كَسِيَ وكَسَوْته وشَتِرَت عينُه وشَتَرْتُها.
ورجُلٌ كاسٍ : ذُو كُسْوةٍ ، حَمَلَه سِيْبَوَيْه على النَّسَبِ وجَعَلَه كطاعِمٍ ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي للحُطَيْئَة :
دَعِ المَكارِمَ لا تَرْحَلْ لبُغْيَتِها |
|
واقْعُدْ فإنَّكَ أنتَ الطاعِمُ الكاسِي (٥) |
* قُلْت : وفيه خِلافٌ لمَا أَنْشَدْناه مِن قوْلِه : يَكْسى ولا يَغْرَثُ.
قالَ ابنُ سِيدَه : وقد ذَكَرْنا في غيرِ مَوْضِعٍ أَنَّ الشيءَ إِنَّما يُحْمَل على النَّسَبِ إذا عُدِمَ الفِعْل.
قال الجَوْهرِي : قالَ الفرَّاء : يَعْني المُطْعم المَكْسُوَّ ، كقوْلِكَ ماءٌ دافِقٌ وعِيشَةٌ راضِيَةٌ ، لأنَّه يقالُ : كَسِيَ العُرْيانُ ، ولا يقالُ كَسَا.
وفي الأساس : كَسا (٦) فهو كاسٍ كحَلا فهو حالٍ.
والكِساءُ ، بالكسْرِ مَمْدوداً م وهو اسْمٌ مَوْضوعٌ يقالُ كِساءٌ وكساآن وكِساوانِ ، والنِّسْبَةُ إِلَيْه كِسِائِيٌّ وكِساوِيٌّ.
قالَ الجَوْهرِي : أَصْلُه كِساوٌ لأنَّه من كَسَوْتُ إلَّا أَنَّ الواوَ لمَّا جاءَتْ بَعْدَ الأَلِفِ هُمِزَتْ ؛ وأَنْشَدَ القالِي :
جَزَاكَ اللهُ خَيْراً من كِساءٍ |
|
فقد أَدْفَأْتَنِي في ذا الشِّتاءِ |
فإنَّكَ نَعْجَةٌ وأَبُوك كبشٌ |
|
وأَنتَ الصُّوفُ مِن غَزْلِ النِّساءِ |
ج أَكْسِيَةٌ ، بغيرِ هَمْزٍ.
والكَساءُ ، بالفَتْحِ مَمْدوداً : المَجْدُ والشَّرَفُ والرِّفْعَةُ ؛ حكَاهُ أَبُو مُوسى هَارونُ بنُ الحارِثِ ؛ قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ ، وتَبِعَه القالِي.
قالَ الأزْهرِي : وهو غرِيبٌ.
ويقالُ : هو أَكْسَى منه : أَي أَكْثَرُ اكْتِسَاءً منه ، أَو أَكْثَرُ منه إعْطاءً للكُسْوَةِ ، مِن كَسَوْتُه أَكْسُوهُ.
__________________
(١) في القاموس والتكملة «وكِساءُ».
(٢) بالأصل «بسبرمة» والمثبت عن التكملة.
(٣) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : كسا ، أي بضم الكاف كما في خطه».
(٤) اللسان والتهذيب وفيهما : «تهرت عبدها» ونسبه بحاشية التهذيب لعمرو بن ملقط الطائي.
(٥) ديوانه ط بيروت ص ١٠٨ والصحاح واللسان وعجزه في الأساس ، وفي التهذيب برواية :
واقعد فأنت لعمري الطاعم الكاسي
(٦) عبارة الأساس : وكسي الرجل فهو كاسٍ ، نحو : حلي فهو حالٍ.