[قنى] : ي القِنْيَةُ بالكسْر ، والضَّمِّ : ما اكتُسِبَ ، ج قِنًى ، بالكسْرِ والضَّمِّ أيضاً أُقِرَّتِ الياءُ في القُنْية بحالِها التي كانتْ عليها في لُغةِ مَنْ كَسَر ؛ هذا قولُ البَصْرِيِّين ، وأمَّا الكُوفِيُّون فجعَلُوا قَنَيْت وقَنَوْت لُغَتَيْن ؛ فَمَنْ قالَ قَنَيْت على قِلَّتِها فلا نَظَر في قِنْيَة وقُنْية في قولِه ، ومَنْ قالَ قَنَوْت فالكَلامُ في قوْلِه هو الكَلامُ في قولِ مَنْ قالَ صُبْيان.
وقَنَى المالَ ، كرَمَى قَنْياً ، بالفَتْح ، عن اللّحْياني ، وقُنِياناً ، بالكسْر والضَّمِّ : اكْتَسَبَهُ.
ومالٌ قِنْيانٌ : اكْتَسَبْته لنَفْسِك واتَّخَذْته ، قالَ أبو المُثَلَّم الهُذَلي يَرْثي صَخْر الغيّ :
لو كانَ للدَّهْرِ مالُ كانَ مُتْلِدَه |
|
لكان للدَّهرِ صَخْرٌ مالَ قُنْيانِ (١) |
والقِنَى : كإِلَى : الرِّضا ؛ عن أبي زيْدٍ.
وقد قَنَّاهُ اللهُ تعالى ، بالتّشديدِ (٢) ، وأَقْناهُ : أَي أَرْضاهُ ؛ وبه فُسِّر قولُه تعالى : (وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى) (٣).
وفي حديثِ وابِصَةٍ : «والإِثْمِ ما حَكَّ في صَدْرِك وإن أفتاك (٤) الناسُ عنه وأقْنَوْكَ» ، أَي أَرْضَوْك ؛ نقلَهُ الزَّمخشري في الفائِقِ.
وأَقْناهُ الصَّيْدُ ، وأُقْنَى له : أَي أَمْكَنَهُ ، عن الهَجَرِي ؛ وأَنْشَدَ :
يَجُوعُ إذا ما جَاعَ في بَطْنِ غيرِهِ |
|
ويَرْمِي إذا ما الجوعُ أَقْنَتْ مَقاتِلُه (٥) |
وَقاناهُ مُقاناةً : خَلَطَهُ ؛ عن الأصْمعي.
وقالَ الليْثُ : هو إشْرابُ لَوْنٍ بلَوْنٍ ، يقالُ : قُونيَ هذا بذاكَ ، أَي أُشْرِب أَحَدُهما بالآخرِ ؛ وأَنْشَدَ أبو الهَيْثَم لامْرىءِ القَيْس :
كبِكْرِ المُقاناةِ البَياضُ بصُفْرةٍ |
|
غَذاها نَمِيرُ الماءِ غيرَ مُحَلَّلِ (٦) |
قالَ : أَرادَ كالبِكْرِ المُقاناةِ البَياض بصُفْرةٍ أَي كالبَيْضةِ التي هي أَوَّل بَيْضةٍ باضَتْها النّعامَةُ ؛ ثم قالَ : المُقاناةُ البَياضُ بِصُفْرةٍ أَي التي قُونيَ بَياضُها بصُفْرةٍ أَي خُلِطَ ، فكانتْ صَفْراءَ بَيْضاءَ ، فتَرَكَ الألِفَ واللامَ من البِكْر ٢ وأَضافَ البِكْرِ إلى نَعْتِها. وقالَ غيرُهُ : أَرادَ كبِكْرِ الصدَقَةِ المُقاناةِ البَياض بصُفْرةٍ لأنَّ في الصدَقَةِ لَوَنَيْن من بَياض وصُفْرةٍ أَضافَ الدُّرَّة إليها.
وقانَى فُلاناً مُقاناةٌ : وافَقَهُ. يقالُ : ما يُقانِينِي هذا الشيءُ أَي ما يُوافِقُنِي ؛ عن ابنِ السِّكِّيت.
وهذا يُقانِي هذا : أَي يُوافقُه.
وأَحْمرُ قانٍ (٧) : شَديدُ الحُمْرةِ ؛ صَوابُه بالهَمْزِ ؛ ووَهِمَ الجَوْهرِيُّ.
قالَ شَيْخُنا : لا وهمَ فقد ذكَرَه الجَوْهرِي في المَهْموزِ كما في أُصُولِه الصَّحيحةِ وأَعَادَهُ هنا إشارَة إلى الخِلافِ أَو إِشارَة إلى جَوازِ تَخْفِيفِه ، كما ذَكَرَ المصنِّفُ شَنُوّة مع تَصْرِيحِهم بأنَّه مَهْمُوزٌ.
* قُلْت : هو كما ذُكِرَ إلَّا أنَّ ذِكْرَ المصنِّفِ إيَّاه في هذا الحرْفِ بَعِيدٌ عن الصَّوابِ ، فإنَّه مِن قَنَا يَقْنُو قَنْواً إذا اشْتَدَّتْ حُمرتُه ، وأَحْمَرَ قانٍ شَديدُ الحُمْرةِ.
* وممَّا يُسْتدركُ عليه :
قَنَيْت الغَنَم : اتَّخَذْتُهَا للحَلْبِ ؛ عن اللحْياني.
وقَنِيَ قِنًى : مِثْلُ رَضِيَ رِضاً زِنَةً ومَعْنًى ، عن أبي عبيدَةَ ؛ قالَ ابنُ برِّي : ومنه قولُ الطمَّاحِي :
كيفَ رأَيتَ الحَمِقَ الدَّلَنْظَى |
|
يُعْطَى الذي يَنْقُصهُ فيَقْنَى؟ |
__________________
(١) ديوان الهذليين ٢ / ٢٣٨ برواية : «عند متلده».
(٢) في القاموس قَناهُ ، بالتخفيف.
(٣) سورة النجم ، الآية ٤٨.
(٤) في اللسان والنهاية «أقناك» والمثبت كرواية الزمخشري في الفائق ١ / ٢٧٩.
(٥) اللسان.
(٦) ديوانه ط بيروت ص ٤٣ ، من معلقته ، برواية : «غير المحلل» والمثبت كرواية اللسان والصحاح والمقاييس ٥ / ٢٩ وصدره في التهذيب.
(٧) في القاموس : قانىءُ.