أَلَم تَرَني تَرَكْتُ أَبا يَزِيدٍ |
|
وصاحِبَهُ كمِعْساءِ الجَوارِي (١) |
وقوله تعالى : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ) (٢) ، الآيَةَ ، قُرِئَ بفَتْح السِّيْن وبكسْرِها ، أَيْ هل أَنْتُم قَرِيبٌ منَ الفِرارِ.
ويقالُ للمَرْأَةِ : عَسَتْ أَنْ تَفْعَلَ ذاك وعَسَيْتنَّ وعَسَيْتُم ؛ ولا يقالُ منه يَفْعَل ولا فاعل.
[عشو] : والعَشا ، مَقْصورَةً : سُوءُ البَصَرِ باللَّيْلِ والنَّهارِ يكونُ في الناسِ والدّوابِّ والإِبلِ والطَّيْرِ ، كما في المُحْكم.
وقال الراغبُ : ظُلْمةٌ تَعْتَرِضُ العَيْنَ.
وفي الصِّحاح : هو مَصْدرُ الأَعْشى لمَنْ لا يُبْصِرُ باللّيْلِ ويُبْصِرُ بالنّهارِ ؛ كالعَشاوَةِ.
أَو هو العَمَى ، أَي ذهابُ البَصَرِ مُطْلقاً ؛ وقد عَشِيَ ، كرَضِيَ ودعا ، يَعْشَى ويَعْشُو عَشًى ، مَقْصورٌ مَصْدَرُ عشى ، وهو عَشٍ ، مَنْقُوصٌ ، وأَعْشَى وهي عَشْواءُ ، ورجُلانِ أَعْشَيانِ وامْرأَتانِ عَشْواوانِ.
وقد أَعْشاهُ اللهُ ، فعَشِيَ ، وهما يَعْشَيانِ ، ولم يقولوا يَعْشَوَانِ ، لأنَّ الواوَ لمَّا صارَتْ في الواحِدِ ياءً لكَسْرَةِ ما قَبْلها تُرِكَتْ في التَّثْنِيَةِ على حالِها ؛ كما في الصِّحاح.
وقولُه تعالى : (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ) (٣) ، أَي يَعْمَ.
وعَشَّى الطَّيْرَ تَعْشِيةً : أَوْقَدَ لها ناراً لتَعْشَى منها فتُصادَ ، كذا في المُحْكم.
وتَعاشَى عن كذا : تَجاهَلَ ، كأنَّه لم يَرَه كتَعامَى على المَثَلِ.
ومن المجازِ : خَبَطَهُ خَبْطَ عَشْواءَ : لم يَتَعَمَّدْهُ ، كما في المُحْكم.
وفي الصِّحاح : ركِبَ فلانٌ العَشْواءَ إذا خَبَطَ أَمْرَه ورَكِبَه على غيرِ بَصِيرَةٍ وبَيانٍ ؛ وقيلَ : حَمَلَه على أَمْرٍ غَيْر مُسْتَبينِ الرشدِ فرُبَّما كان فيه ضلالُه ، وأَصْلُه مِن العَشْواءِ (٤) ، وهي النَّاقَةُ التي لا تُبْصِرُ أَمامَها ، فهي تخْبِطُ بيَدَيْها كلَّ شيءٍ ولا تَتَعَهَّدُ مَواضِعَ أَخْفَافِها ؛ وقيلَ : أَصْلُه مِن عَشْواءِ الليْل أَي ظلْمائِهِ ؛ ويُضْرَبُ هذا مَثَلاً للشارِدِ (٥) الذي يَرْكَبُ رأْسَه ولا يَهْتَمُّ لعاقِبَتِه.
وعَشا النَّارَ وعَشا إليها عَشْواً ، بالفَتْح ، وعُشُوّاً ، كعُلُوِّ : رآها لَيْلاً من بعيدٍ فقَصَدَها مُسْتَضِيئاً ، بها يَرْجُو بها هُدًى وخَيْراً.
قال الجوهريُّ : وهذا هو الأصْلُ ثم صارَ كلُّ قاصِدٍ عاشِياً.
وقيلَ : عَشَوْتُ إلى النارِ عَشْواً إِذا اسْتَدْلَلْتُ عليها ببَصَرٍ ضَعِيفٍ ؛ قالَ الحُطَيْئة :
مَتَى تأْتِهِ تَعْشُو إلى ضَوْءِ نارِهِ |
|
تَجِدْ خَيرَ نارٍ عندَها خَيْرُ مُوقِدِ (٦) |
والمَعْنى : مَتَى تَأْتِهِ عاشِياً.
كاعْتَشَاها واعْتَشَى بها.
والعُشْوَةُ ، بالضَّم والكسر : تلكَ النَّارُ التي يُسْتَضاءُ بها ؛ أَو ما أُخِذَ من نارٍ لتقْتبسَ.
وقالَ الجوهريُّ : شُعْلَةُ النارِ ؛ وأَنْشَدَ :
كعُشْوةِ القابِسِ تَرْمِي بالشَّرر (٧)
والعُشْوَةُ : رُكوبُ الأمْرِ على غيرِ بَيانٍ وبَصِيرَةٍ ، ويُثَلَّثُ. يقالُ : أَوطأْنَنِي عَشْوَةً وعِشْوةً وعُشْوَةً ، أَي أَمْراً مُلْتَبِساً ، وذلكَ إذا أَخْبَرْتَه بما أَوْقَعْتَه به في حِيْرَةٍ أَو بَلِيَّةٍ ؛ كما في الصِّحاحِ.
__________________
(١) اللسان والتهذيب.
(٢) سورة محمد ، الآية ٢٢.
(٣) سورة الزخرف ، الآية ٣٦.
(٤) في القاموس : العشواءُ بالرفع والكسر ظاهر.
(٥) في اللسان والتهذيب : للسادر.
(٦) ديوانه ط بيروت ص ٥١ واللسان والتهذيب والصحاح والمقاييس ٤ / ٣١٢.
(٧) الصحاح ، واللسان والتهذيب وقبله فيهما :
حتى إذا اشتال سهيل بسحرْ