وفي المِصْباح : قالَ الأَصْمعي : والصَّفَايا جَمْعُ صَفِيِّ وهو ما يَصْطَفِيه الرَّئيسُ لنَفْسِه دُونَ أَصْحابِه مِثْل الفَرَسِ وما لا يَسْتقِيمُ أن يُقْسَم على الجَيْش (١) لِقلَّتِه وكثْرَةِ الجَيْش.
وقالَ أَبو عبيدَةَ : كانَ رَئيسُ القوْمِ في الجاهِلِيَّة إذا غَزَا بهم فغَنِم أَخَذَ المِرْباعَ من الغَنِيمةِ ومن الأَسْرَى ومن السَّبْي قَبْل القسْمَةِ على أَصْحابِه فصارَ هذا الرّبْعِ خمْساً في الإسْلام ؛ قالَ : والصَّفِيُّ أن يَصْطفِي لنَفْسِه بعْدَ الرّبْع شيئاً كالناقَةِ والفَرَسِ والسَّيْفِ والجارِيَةِ ، والصَّفِيُّ في الإسْلامِ على تلْكَ الحالَةِ.
والصَّفِيُّ : خالِصُ كلِّ شيءٍ ومُخْتارُه ، ومنه آدَمُ صَفِيُّ اللهِ ، أي خالِصُه ومُخْتارُه.
والصَّفِيُّ : النَّاقَةُ الغَزِيرةُ اللَّبَنِ ، ج صُفايَا.
قالَ سِيْبَوَيْه : لا تُجْمَع بالألِفِ والتاءِ ، لأنَّ الهاءَ لم تَدْخُل في حَدِّ الإفْرادِ.
ويقالُ : ما كانتِ الناقَةُ والشاةُ صَفِيّاً ؛ وقد صَفَتْ تَصْفُو ، عن أَبي عَمْروٍ ، وعليه اقْتَصَرَ الجوهريُّ ، وصَفُوَتْ أَيْضاً ككَرُمَتْ ، عن ابنِ سِيدَه.
والصَّفِيُّ : النَّخْلَةُ الكَثيرَةُ الحَمْلِ ، والجَمْعُ صَفايَا.
وما أَخْصَر سِياقَ الزَّمَخْشريِّ حيثُ قالَ : وناقَةٌ ونَخْلَةٌ صَفِيٌّ : كثيرَةُ اللَّبَنِ والحَمْلِ ، وهُنَّ صَفايَا.
ومحمدُ بنُ المُصَفَّى الحمصِيُّ ، على صِيغَةِ اسمِ المَفْعولِ ، عن بَقِيَّة وابنِ عُيَيْنَة ، وعنه أَبو داوُد والنّسائي وابنُ ماجَهْ وأَبو عَرُوبَة وابنُ فيلٍ ، حافِظٌ ثِقَةٌ ، تُوفي سَنَة ٢٤٦.
والصَّفاةُ : الحَجَرُ الصَّلْدُ الضَّخْمُ الذي لا يُنْبِتُ شيئاً ؛ كذا في المُحْكم.
وفي الصِّحاح : الصَّفاةُ صَخْرةٌ مَلْساءُ. يُقالُ في المَثَلِ : ما تَنْدَى صَفاتُه ؛ ج صَفَواتٌ ، محرَّكةً ، وصَفاً ، مَقْصور ، جج جَمْعُ الجَمْعِ أَصْفاءٌ هو جَمْعُ صَفاً ، وصُفِيٌّ ، على فُعولٍ ، وصِفِيٌّ ، بالكسْرِ مع تَشْديدِ الياءِ ؛ وبهما رُوِي قوْلُ رُؤْبةُ :
كأَنَّ مُتْنَيَّ (٢) من النَّفِيِّ |
|
مواقعُ الطَّيْر على الصُّفِيِّ |
كالصَّفْواءِ والصَّفْوانَةِ ج صَفْوانٌ ، بالفتْحِ ويُحَرَّكُ.
وقالَ الحافِظُ في الفَتْح : وَهِمَ مَنْ فَتَح الفاءَ.
قالَ ابنُ سِيدَه : وإنَّما حَكَمْنا بأنَّ أَصْفاءً وصُفِيّاً إنَّما هو جَمْعُ صَفاً لا جَمْع صَفاةٍ لأنَّ فَعَلَةً لا تُكَسَّر على فُعُولٍ ، إنَّما ذلكَ لفَعْلةٍ كبَدْرَةٍ وبُدُورٍ ، وكذا أَصْفاءٌ جمعُ صَفاً لا صَفاةٍ لأنَّ فَعَلَةً لا تُكَسَّر على فُعُولٍ ، إنَّما ذلكَ لفَعْلةٍ كبَدْرةٍ وبُدُورٍ ، وكذا أَصْفاءٌ جمعُ صَفاً لا صَفاةٍ لأنَّ فَعَلةً لا تُجْمعُ على أَفْعالٍ والصَّفْواءُ : كالشَّجْراءِ ، واحِدَتُها صَفاةٌ ، وكذا الصَّفْوانُ واحِدَتُه صَفْوانَةٌ ؛ ومنه قوْلُه تعالى : (كَمَثَلِ صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ) (٣).
وفي التَّهْذيبِ : والصَّفْواءُ والصَّفْوانُ والصَّفا ، مَقْصورٌ ، كُلُّه واحِدٌ : قالَهُ الأَصْمعي.
وقال ابنُ السِّكِّيت : الصَّفا العَريضُ مِن الحِجارَةِ الأَمْلَسُ ، جَمْعُ صَفاةٍ ، يُكْتَبُ بالألِفِ ، وإذا ثُنِّي قيلَ صَفَوانِ ، وهي الصَّفْواءُ أَيْضاً.
وفي الصِّحاح : الصَّفاةُ جَمْعُها صَفاً وأَصْفاءٌ وصُفِيٌّ ، على فُعولٍ ، والصَّفْواءُ : الحِجارَةُ اللَّيِّنَةُ الملسُ ؛ قال الشاعِرُ :
كما زَلَّتِ الصَّفْواءُ بالمُتَنَزَّلِ
(٤) وكذلكَ الصَّفْوانُ الواحِدَةُ صَفْوانَةٌ ؛ عن أَبي عبيدَةَ.
ومِن المجازِ : أَصْفَى فلانٌ من المالِ ومن الأدَبِ : إذا خَلا عنهما ؛ نقلَهُ الجوهريُّ ، كأنَّه خلصَ منهما.
__________________
(١) ثمة سقط في نقل الشارح عن المصباح ، وتمام عبارة المصباح : على الجيش ... والفضول : بقايا تبقى من الغنيمة فلا تستقيم قسمته على الجيش لقلته وكثيرة الجيش.
(٢) اللسان : كأن متنيه.
(٣) سورة البقرة ، الآية ٢٦٤.
(٤) لامرئ القيس ، من معلقته ، واللسان ، وصدره :
كميت يزل اللبد عن حال متنه
وعجزه في الصحاح والتهذيب والمقاييس ٣ / ٢٩٢.