والشَّذا : كِسَرُ العُودِ الذي يَتَطَيَّبُ بهِ وأَنْشَدَ الجوهريُّ لابنِ الإِطْنابة :
إذا ما مَشَتْ نادى بما في ثِيابِها |
|
ذكيُّ الشَّذا والمَنْدَليُّ المُطَيّرُ (١) |
والشَّذاةُ ، بهاءٍ : بَقِيَّةُ القوَّةِ والشدَّةِ ، جَمْعُه شَذَواتٌ وشَذاً ؛ وأَنْشد الجوهريُّ للراجزِ :
فاطِمَ رُدِّي لي شَذاً من نَفْسِي |
|
وما صَريمُ الأَمْرِ مثلُ اللَّبْسِ (٢) |
والشَّذَاةُ : الرَّجُلُ السَّيِّءُ الخلقِ (٣) الحَديدُ المَزاجِ الذي يُؤَذِي بشرِّه ، وفي بعضِ النُّسخِ الشيءُ الخَلَقُ ، وهو غَلَطٌ.
وشَذا يَشْذُو شَذَاً : إذا آذَى.
وأَيْضاً : تَطَيَّبَ بالمِسْكِ ، وهو الشَّذْوُ.
وأَشْذَاهُ عنه إشْذاءً : نَحَّاهُ وأَقْصاهُ ، أَي أَبْعَدَه عنه.
ومن المجازِ : شَذا بالخَبَرِ شَذْواً : إذا عَلِمَ به فأَفْهَمَهُ.
ونَصُّ التكْملَةِ : شَذَّى بالخَبَرِ ، وضَبَطَه بالتَّشْديدِ.
ويوسُفُ بنُ أَيُّوبَ بنَ شاذِي بنِ يَعْقوب بنِ مَرْوان السُّلْطانُ المَلِكُ الناصِرُ صلاحُ الدُّنيا والدِّينِ ، قدَّسَ الله سرَّه ، وأَولادُه وأَحْفادُه وأَقارِبُهُ حَدَّثُوا ؛ وأَمَّا السُّلْطان صلاحُ الدِّين بنَفْسه فإنَّه وُلِدَ بتِكْرِيت سَنَة ٥٣٢ ، وسَمِعَ بمِصْر مِن الإِمام أَبي الحَسَنِ عليِّ بنِ إِبراهيم بنِ المسلم الأَنْصارِي المَعْروف بابنِ بنْتِ أَبي سَعْد ، والعلَّامَة ابن برِّي النّحوي ، وأَبي الفَتْح الصَّابوني ، وبالإِسْكَنْدريَّة مِن أَبي طاهِرَ السّلَفي وأَبي الطاهِرِ بنِ عَوْف ، وبدِمَشْق مِن أَبي عبدِ اللهِ محمدِ بنِ عليِّ بنِ صدَقَةَ وشيخِ الشيوخِ أَبي القاسِمِ عبدِ الرحيم بنِ إسْمعيل النَّيْسابُورِي وأبي المعالِي القطب مَسْعود بنِ محمودِ النَّيْسابُوري والأمير أَبي المُظفَّر أُسامَة بنِ مُنْقَذٍ الكِناني ، وحَدَّثَ بالقدسِ سَمِعَ منه الحافِظُ أَبو المَواهِبِ الحُسَيْنُ بنُ صعرى وأَبو محمدٍ القاسمُ بنُ عليِّ بن عَسَاكِر الدِّمَشْقيَّان ، والفَقِيهان أَبو محمدٍ عبدُ اللَّطِيف بنُ أَبي النَّجيب السَّهروردي وأبو المَحاسِنِ يوسفُ بنُ رافِع بنِ شدَّادٍ وغيرُهُم ، تُوفي سَنَة ٥٨٩ بدِمَشْق.
وإخْوَتُه : سيفُ الإِسْلام طَغْتَكِين بنُ أَيُّوب سَمِعَ من أَبي طاهِرٍ السَّلَفي بالإِسْكَنْدريَّة ، وشَمْسُ الدِّيْن نُورَانْشاه ابنُ أَيُّوب سَمِعَ ابنَ يَحْيَى الثَّقَفي وخرجت له مَشْيخةٌ ، حَدَّث عنه الدمياطي.
وأَمَّا أَوْلادُه : فالأَفْضل عليٌّ ، والعَزيرُ عُثْمان سَمِعا مِن السَّلفي مع والدِهِما ، والمُفَضّلُ مُوسَى سَمِعَ مِن ابن بَرِّي ، والمشمّرُ خضر سَمِعَ بمِصْرَ وحدَّثَ ، والأعزُّ يعْقوب حَدَّثَ بالحَرَمَيْن ، والجوادُ أَيُّوبُ رَوَتْ بنْتُه نَسَب خاتون عن إبراهيم بنِ خلِيلٍ ، والأَشْرفُ محمدٌ سَمِعَ الغيلانيات على ابنِ طبرزد ومعه ابْناه أَبو بكْرٍ ومحمودٌ ؛ والزَّاهرُ دَاوُد رَوَى البَرزاليُّ عن ابْنِه أَرْسلان ، والمحْسنُ أَحمدُ عن ابنِ طبرزد ، وحَنْبلُ المكبِّر حَدَّثَ عنه المنْذري وأَوْلادُه محمدُ وعليٌّ وفاطِمَةُ رَوَوْا عن ابنِ طبرزد ، وأَمَّا بورِي ونصرَةُ الدِّيْن إبراهيمُ فقد ذَكَرَهما المصنِّفُ في مَوْضِعِهما ؛ فهؤلاء أَولادُ صَلاح الدِّيْن يوسُفَ.
وأَمَّا أَولادُ عمِّه شِيركُوه : فالمُؤيِّدُ يوسفُ بنُ شاذِي بنِ دَاوُدَ سَمِعَ على الحجار والفَخْر بن النجاري ومعه أُخْته شَرَف خاتون وبنْتها ملكة ، وابنُ عَمِّه عيسَى بنُ محمدِ بنِ إبراهيم وموسَى بنُ عُمَرَ بنِ موسَى.
وأَمَّا أَولادُ أَخيه شهنشاه بن أَيُّوب فمنهم : الملكُ الحافِظُ محمدُ بنُ شَهَنْشاه بن بَهْرام شَاه رَوَى عن الزبيدي وعنه الحافِظُ الذهبيُّ ، ومن ولدِه : محمدُ بنُ محمدِ بن أَبي بكْرٍ سَمِعَ ابنَ العِمَاد بنِ كثيرٍ وعنه ابنُ موسَى الحافِظُ ورَفِيقه الآبي.
وأَمَّا أَولادُ أَخِيه العَادِل أَبي بكْرٍ : فالمعزُّ يَعْقوب رَوى
__________________
(١) اللسان والصحاح منسوباً فيهما لابن الاطنابة ، قال ابن بري : ويقال البيت للعجير السلولي ، وفي المقاييس ٣ / ٢٥٨ والتهذيب بدون نسبة. وفي التكملة نقلاً عن الجوهري لابن الاطنابة ، قال الصاغاني : وليس البيت لابن الاطنابة ، وأَنشده ثعلب في أماليه للعجيز السلولي أو للعديل بن الفرخ ، وليس للعجير.
(٢) اللسان والصحاح بدون نسبة.
(٣) في القاموس : «والشيءُ الخَلَقُ» والمثبت بالأصل كرواية التكملة.