هَلَكَ فيها ، ومنه قوله تعالى : (لَوْ تُسَوّى بِهِمُ الْأَرْضُ) (١).
وفَسَّره ثَعْلَب فقالَ : مَعْناه يَصيرُونَ كالتّرابِ.
وقال الجوهرِيُّ : أَي تَسْتَوِي بهم ؛ وقولُ الشاعِرِ :
طالَ على رَسْم مَهْدَدٍ أَبَدُهْ |
|
وعَفا واسْتَوى به بَلَدُهْ |
فسَّرَه ثَعْلَب فقالَ : صارَ كُلّه (٢) جدياً.
وأَسُوَى الرَّجُل : كانَ خُلُقُهُ وخُلُقُ والِدِهِ سَواءً ، صَوابه : كانَ خُلُقُهُ وخُلُقُ ولدِهِ سَوِيّاً.
وقال الفرَّاءُ : إذا كانَ خُلُق ولدِهِ سَويّاً وخُلُقُهُ أَيْضاً.
ونقلَهُ أَبو عُبيدٍ أَيْضاً ولكن في لَفْظِه اضْطِرابٌ.
وأَسْوى : إذا أَحْدَثَ مِن أُمِّ سويد ، وهي الدُّبْرُ ؛ قالَهُ أَبو عَمْرو.
وأَسْوى : إذا خَزِىَ ، وهو مِن السَّوْأَةِ.
وأَسْوى في المَرْأَةِ : إذا أَوْعَبَ ؛ أَي أَدْخَلَ ذَكَرَه كُلَّه في الفَرْجِ.
وأَسْوَى حَرْفاً من القرآنِ : أَسْقَطَ وتَرَكَ وأَغْفَل ، مِن أَسْوَيْتُ الشيءَ إذا تَرَكْته وأَغْفَلْته ؛ ومنه حديثُ أَبي عبدِ الرحمنِ السُّلمي : «ما رأَيْتُ أَحَداً أَقْرَأَ مِن عليِّ ، رضِيَ اللهُ تعالى عنه ، صلَّيْنا خَلْفَه فأَسْوَى بَرْزخاً ثم رجعَ إليه فقَرَأَه ، ثم عادَ إلى المَوْضِع الذي كانَ انْتَهى إليه» ؛ والبَرْزَخُ : الحاجِزُ بينَ الشَّيْئَين.
وقالَ الجوهريُّ : هكذا حَكَاهُ أَبو عبيدٍ ، وأَنا أُرَى أنَّ أَصْلَ هذا الحَرْف مَهْموزٌ.
* قُلْتُ : وذَكَرَ الأزهريُّ ذلكَ أَيْضاً فقالَ : أُراهُ مِن قوْلِهم : أَسْوأ (٣) إذا أَحْدَثَ ، وأَصْلُه مِن السَّوْأَةِ ، وهي الدُّبُر ، فَتَرَكَ الهَمْز في الفَعْل انتَهَى. وقالَ ابنُ الأثير : وكَذلكَ الإسْواءُ في الحِسابِ وفي الرَّمْي ، وذلكَ إذا أَسْقَطَ وأَغْفَلَ.
وقال الهَرَويُّ : يجوزُ أَشْوَى ، بالشِّين المعْجمةِ بمعْنَى أَسْقَطَ ، ولكنَّ الرِّوايةَ بالسِّين.
ولَيْلَةُ السَّواءِ : لَيْلَةُ أَرْبَعَ عَشَرَةَ ؛ كما في المُحْكَم.
أَو لَيْلَةُ ثَلاثَ عَشَرَةَ ؛ وفيها يَسْتوِي القَمَرُ ، وهذا قَوْلُ الأصْمعيّ ، نقلَهُ الأزهريُّ والجوهريُّ.
وهُمْ في هذا الأَمْرِ على سَوِيَّةٍ ، كغَنِيَّةٍ ، أَي على اسْتِواءٍ واعْتِدالٍ.
والسَّوِيَّةُ ، كغَنِيَّةٍ : شبْهُ البَرْذَعةِ من مَراكِبِ الإِماءِ والمُحْتاجِينَ ، أَي ذَوي الحاجَةِ والفَقْرِ ، وكَذلِكَ الذي يُجعلُ على ظَهْرِ الإِبِلِ إلَّا أَنَّه كالحَلْقَةِ لأجْلِ السَّنام ، وتسمَّى الحَوِيَّة.
أَو كِساءٌ مَحْشُوٌّ بثُمامٍ أَو ليفٍ أَو نَحْوِهِ ؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ لعبدِ اللهِ بنِ عَنَمة الضَّبيّ :
ازْجُرْ حِمارَكَ لا تُنْزَعْ سَوِيَّتُهُ |
|
إذن يُرَدُّ وقَيْدُ العَيْرِ مَكْرُوبُ (٤) |
والجَمْعُ سَوايَا.
وأَبو سَوِيَّةَ الأَنْصارِيُّ ، ويقالُ الجهنيُّ ، صَحَابيٌّ ، حدِيثُه في السُّحورِ ، رَوَى عنه عبادَةُ بنِ نسي ؛ وأَبو سَوِيَّةَ عُبَيْدُ بنُ سَوِيَّةَ بن أَبي سَوِيَّةَ الأَنْصارِيُّ مَوْلاهُمْ ، كانَ فاضِلاً رَوَى عنه حيوَةُ بنُ شُرَيْح وعَمْرُو بنُ الحارِثِ وغيرُهُما ، قيلَ : إنَّه تُوفي سَنَة ١٣٥ ، قالَهُ ابنُ ماكولا :
* قلْت : وهو مِن رِجال أَبي دَاوُد ، ووَقَعَ اخْتِلافٌ في كُنْيَتِه وفي اسْمِه ، ففي بعضِ الرِّوايات أَبو سَوْدَةَ وهو وَهمٌ ؛ وقالَ أَبو حاتِم بنُ حبَّان : أَبو سُوَيْد وغَلِطَ مَنْ قالَ أَبو سَوِيَّةَ ، واسْمُه حُمَيْد ، ويقالُ : هو المِصْرِيُّ الذي رَوَى عن عبدِ الرحمنِ بنِ حجرَةَ ، وقيلَ غيرُ ذلكَ.
وعبدُ المَلِكِ بنُ أَبي سَويَّةَ سَهْلِ بنِ خَليفَةَ بن عبدَةَ الفُقَميّ ، عن أَبيهِ ، عن قَيْسِ بنِ عاصِمٍ ، وحَفِيده العَلاءُ
__________________
(١) سورة النساء ، الآية ٤٢.
(٢) في اللسان : «حدباً».
(٣) في التهذيب : أسوى.
(٤) اللسان والصحاح وبرواية : «فازجر».