وقيمةً ؛ ومنه قَوْلُهم : هذا يُساوِي دِرْهماً ، أَي يُعادِلُ قِيمَته دِرْهماً ، انتَهَى.
وفي حديثِ البُخاري : «ساوَى الظِّلُّ التِّلالَ».
قالَ الحافِظُ : أَي ماثَلَ امْتِدادُه ارْتِفاعَها ، وهو قدْر القامَةِ ، انتَهَى.
وقالَ الرَّاغبُ : المُساوَاةُ المُعادلةُ المُعْتَبَرةُ بالذرْعِ والوَزْنِ والكَيْل. يقالُ : هذا الثوْبُ مُساوٍ لذلكَ الثَّوبِ ، وهذا الثوْبُ (١) مُساوٍ لذلكَ الدِّرْهم ؛ وقد يُعْتَبر بالكَيْفيَّةِ نَحْو : هذا السَّوادُ مُساوٍ لذلكَ السَّوادِ.
ولا يَسْوَى ، كيَرْضَى ، لُغَةٌ قَليلَةٌ أَنْكَرَها أَبو عبيدَةَ ، وحَكَاها غيرُهُ.
وفي المِصْباح : وفي لُغَةٍ قَلِيلَةٍ سَوَى دِرْهماً يَسْواهُ.
وفي التَّهْذيب : قالَ الفرَّاءُ : لا يُساوِي الثوبُ وغيرُه كذا ولم يُعْرف يَسْوَى.
وقالَ اللَّيْث : يَسْوَى نادِرَةٌ ، ولا يقالُ منه سَوِيَ ولا سَوى ، كما أنَّ نَكْراءَ جاءَتْ نادِرَةً ولا يقالُ لذَكَرِها أَنْكرُ ، ويقولونَ نَكِرَ ولا يقولون يَنْكَرُ.
قالَ الأزهريُّ : قلْت : قولُ الفرَّاء صحيحٌ ، ولا يَسْوى ليسَ من كَلامِ العَرَبِ بل مِن كَلامِ المُولّدين ، وكذا لا يُسْوى ليسَ بعَربيِّ صحيحٍ ، انتَهَى ؛ الأخيرَةُ بضمِّ الياءِ وهي كثيرَةٌ الجَرْي على أَلْسِنَةِ العامَّة.
وقال شيْخُنا : لا يَسْوى أَنْكَرها الجماهِيرُ وصَرَّحَ في الفَصِيح بإنْكارِها ، ولكنْ حَكَاها شُرَّاحُه ، وقيلَ : هي صَحِيحةٌ فَصِيحةٌ ، وهي لُغَةُ الحَجازِيِّين ، وإن ضعَّفَها ابْتِذالها ، قالوا : وهي مِن الأفْعال التي لا تَتَصرَّفُ ، أَي لم يُسْمَع منها إلَّا فِعْلٌ واحِدٌ ماضٍ كعَسَى وتَبارَكَ ، أَو مُضارع كيَسْوى ويَبْقى في قَوْلٍ.
وأَوْرَدَه الخفاجي في شفاءِ الغَلِيلِ وفي الرَّيْحانةِ ، وهي في الارْتِشافِ وغيرِه.
وأَبو أَحمدَ محمدُ بنُ عليِّ بنِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ سَيَّوَيْه ، كعَمْرَوَيْه ، المُؤَدِّبُ المَكْفُوفُ ، سَمِعَ أَبا الشَّيْخِ الأَصْبَهاني ، وعنه الحدادُ وعبدُ العزيزِ النَّخْشيُّ ، وعليُّ بنُ أَحمدَ بنِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ سَيَّوَيْهِ الشحَّامُ عن القبَّاب ، وعن سعيدُ بنُ محمدٍ المعدانيّ ، مُحدِّثانِ ، والأَخيرُ مِن قَرابَةِ الأَوّل يَجْتَمِعانِ في محمدِ بنِ عبدِ اللهِ.
واسْتَوَى : قد يُسْنَدُ إليه فاعِلانِ فصاعِداً ؛ وهذا قد تقدَّمَ ذِكْرُه ؛ ويكونُ بمعْنَى اعْتَدَلَ في ذاتِه ، ومنه قولُه تعالى : (ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى) (٢) و (فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى) (٣) (الْفُلْكِ) ، و (لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ) (٤) ، و (فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ) (٥).
وقولُهم : اسْتَوى فلانٌ على عَمَالَتِه ، واسْتَوَى يأَمْرِ.
ومن ذلكَ : اسْتَوَى الرَّجُلُ إذا بَلَغَ أَشُدَّهُ ؛ فعلى هذا قولُه تعالى : (وَلَمّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوى) (٦) ، يكونُ اسْتَوَى عَطْف تَفْسِير.
أَو بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً ؛ وبه فُسِّرَتْ الآيَةُ.
وفي الصِّحاح : اسْتَوَى الرَّجُل إذا انْتَهَى شَبابُهُ.
وفي التَّهْذيب : المُسْتَوِي مِن الرِّجال الذي بَلَغَ الغايَةَ مِن شَبَابِه وتَمَامِ خَلْقِه وعقْلِه وذلكَ بتمامِ ثَمَانِ وعِشْرِين إلى تَمامِ ثَلاثِينَ (٧) ثم يَدْخُل في حَدِّ الكُهولَةِ ، ويحتملُ كَوْن بلوغُ الأرْبَعِين غايَةَ الاسْتِواءِ وكَمالِ العَقْلِ.
ولا يقالُ في شيءٍ مِن الأَشْياءِ اسْتَوَى بنَفْسِه حتى يُضمَّ إلى غيرِهِ فيُقالُ اسْتَوَى فلانٌ وفلانٌ ، إلَّا في مَعْنى بلوغِ الرَّجُلِ النَّهايَةَ (٨) فيُقالُ : اسْتَوَى ، ومثْلُه اجْتَمَع.
وإذا عُدِّي الاسْتِواءُ بإلى اقْتَضِى مَعْنى الانْتِهاءِ إليه إمَّا بالذَّاتِ أَو بالتَّدْبيرِ ؛ وعلى الثاني قوْلُه ، عزوجل : (ثُمَّ اسْتَوى) إِلَى السَّماءِ (وَهِيَ دُخانٌ) (٩).
__________________
(١) في المفردات : الدرهم.
(٢) سورة النجم ، الآية ٦.
(٣) سورة المؤمنون ، الآية ٢٨.
(٤) سورة الزخرف ، الآية ١٣.
(٥) سورة الفتح ، الآية ٢٩.
(٦) سورة القصص ، الآية ١٤.
(٧) في التهذيب : إلى أن تتم له ثلاث وثلاثون.
(٨) في التهذيب : الغاية.
(٩) سورة فصلت ، الآية ١١.