كالسِّوَى ، بالكسْر والضَّمِّ ، في الكُلِّ. قالَ الأَخْفَش :
سُوًى إذا كانَ بمعْنَى غَيْر أَو بمَعْنى العدْلِ يكونُ فيه ثلاثُ لغاتُ : إن ضَمَمْت السِّين أَو كَسَرْت قَصرْتَ فيهما جميعاً ، وإن فتحْتَ مددْتَ لا غَيْر ؛ قالَ موسَى بنُ جابرٍ :
وجَدْنا أَبانا كان حَلَّ ببَلْدَةٍ |
|
سِوًى بينَ قَيْسٍ قَيْسِ عَيْلانَ والفِرْزِ (١) |
كما في الصِّحاح. وهو شاهِدٌ لسِوًى مَقْصوراً ، بالكسْر ، بمعْنَى العَدْلِ والوَسَطِ وتقولُ : مررْتُ برجُلٍ سِوَاكَ وسُوَاكَ وسَوائِكَ ، أَي غَيْرَك ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
والسَّواءُ : المُسْتَوِي. يقالُ : أَرْضٌ سَواءٌ ؛ أَي مُسْتَويةٌ.
ودارٌ سَواء : أَي مُسْتويَةٌ المَرافِق.
وثوبٌ سَواءٌ : مُسْتَوٍ عَرْضُه وطولُه وصنفاته (٢).
ولا يقالُ : جَمَلٌ سَواءٌ ولا حِمارٌ سَواءٌ ؛ ولا رَجُلٌ سَواءٌ ؛ ويقالُ : رجُلٌ سَواءٌ البَطْنِ إذا كانَ بَطْنُه مُسْتوِياً مع الصَّدْرِ ، وسَواءُ القَدَمِ إذا لم يكنْ له أَخْمَص ، فسَواءُ في هذا المَعْنى المُسْتَوِي.
والسَّواءُ من الجَبَلِ : ذِرْوَتُهُ.
والسَّواءُ من النَّهارِ : مُتَّسَعُهُ (٣).
وفي المُحْكَم : مُنْتَصِفُهُ.
والسّواءُ : ع لهُذَيْل ؛ وبه فُسِّر قوْلُ أَبي ذُؤَيْب يَصِفُ الحِمارَ والأُتُن :
فافْتَنَّهُنَّ من السَّواءِ وماؤُهُ |
|
بَثْرٌ وعانَدَهُ طريقٌ مَهْيَعُ (٤) |
هذا أَحَدُ الأَقْوالِ في تَفْسِيرِه.
والسَّواءُ : حِصْنٌ في جَبَلِ صَبْرٍ باليَمَنِ. وسَواءُ بنُ الحارِثِ النَّجارِيُّ ، كذا قالَ أَبو نعيم ، وكأنَّه المحاربي ؛ وسَواءُ بنُ خالِدِ مِن بَني عامِرِ بنِ صَعْصَعَة ؛ وقيلَ : من خزاعَةَ وسَمَّاهُ وكيعٌ سواراً بزِيادَةِ راءٍ فوَهِمَ ، الصَّحابيَّانِ ، رضِيَ الله تعالى عنهما.
والسَّواءةُ : المَثَلُ ، ج أَسْواءٌ ؛ قال الشَّاعرُ :
تَرى القومَ أَسْواءً إذا حَلَبوا معاً (٥) |
|
وفي القومِ زَيْفٌ مثلُ زَيْفِ الدراهِمِ |
وسوَاسِيَةٌ وسَوَاسٍ وسَواسِوَةٌ نادِرَةٌ ، كُلّها أَسْماءُ جَمْع.
وقالَ أَبو عليِّ : أَمَّا قَوْلهم سَواسِوَة فالقَوْل فيه عِنْدي أَنَّه مِن بابِ ذَلاذِلَ ، وهو جمعُ سَواءٍ من غيرِ لفْظِه ، وقد قالوا سَواسِيَةٌ ؛ قال الشاعرُ :
لَهُمْ مَجْلِسٌ صُهْبُ السِّبالِ أَذِلَّةٌ |
|
سَواسِيَةٌ أَحْرارُها وعَبِيدُها (٦) |
فياؤُها مُنْقَلِبَة عن واوٍ ، ونَظِيرُه من الياءِ صَياصٍ جَمْع صِيصِيَةً (٧) ، وإنَّما صَحَّت الواوُ فيمَنْ قالَ سَواسِوَة ليعْلَمَ أَنَّها لامُ أَصْل وأنَّ الياءَ فيمَنْ قالَ سَواسِيَةٌ مُنْقَلِبَة عنها ، كذا في المُحْكم.
وقال الجوهريُّ : هُما في هذا الأَمْرِ سِواءٌ ، وإن شِئْتَ سَواآنِ ، وهم سَواءٌ للجَمْع ، وهم أَسْواءٌ ، وهم سَواسِيَةٌ مثلُ يمانِيةٍ (٨) على غيرِ قِياسٍ.
قالَ الأخْفَش : وَزْنُه فَعَافِلَةٌ ، ذَهَبَ عنها الحَرْفُ الثالثُ وأَصْلُه الياءُ ، قالَ فأَمَّا سَواسِيَة أَي أَشْباهٌ ، فإنَّ سَواءً فَعالٌ وسِيَةٌ يجوزُ أَنْ يكونَ فِعَةً أَو فِلَةً ، إلَّا أَنَّ فِعةً أَقْيَس لأَنَّ أَكْثَر ما يُلْقونَ (٩) موضِعَ اللامِ ، وانْقَلَبَتِ الواوُ في سِيَة ياءً لكَسْرةِ ما قَبْلها لأنَّ أَصْلَه سِوْيَة ، انتَهَى.
وفي التَّهْذيب : قالَ الفرَّاءُ هُم سَواسِيَةٌ يَسْتَوون في الشَّرِّ ، ولا أَقولُ في الخَيْرِ ، ولا واحِدَ له.
__________________
(١) اللسان والصحاح.
(٢) في اللسان : «وطبقاته» وفي التهذيب : «وصفاته».
(٣) على هامش القاموس عن نسخة : مُنْتَصَفُهُ.
(٤) ديوان الهذليين ١ / ٥ واللسان ومعجم البلدان «السواء» وفيه : وعارضه بدل وعانده.
(٥) في اللسان : جلسوا معاً.
(٦) اللسان منسوباً لذي الرمة.
(٧) اللسان : صيصة.
(٨) في الصحاح : ثمانية.
(٩) في الصحاح : «يلغون» والأصل كاللسان.