ومِن المجازِ : أفأَخَذَهُمُ اللهُ بالسَّنَةِ والسِّنِيْن ، أَي الجَدْب والقَحْط ؛ ويقالُ : شِدَّة القَحْط.
يقولون : أَكَلَتْهم السَّنَة ، وهذا أَكْثَر اسْتِعْمال لَفْظ السَّنَة بخِلافِ العام كما تقدَّمَ.
ومنه أَسْنِتُوا : إذا أَجْدَبُوا ، أَبْدَلُوا التاءَ مِن الياءِ التي أَصْلها الواو ، ووَزْنه افْعَتُوا أَو افْعَلوا كما تقدَّم ، قالَ الشاعِرُ :
لها درج (١) من حَوْلها غَيْر مُسْنت
ومِن المجازِ : السَّنَةُ الأرضُ المُجْدِبَةُ ، على التَّشْبيهِ بالسَّنَة مِن الزَّمان. يقالُ : أَرْضٌ سَنَةٌ ؛ ج سِنُونَ ، بالكسْر.
وحكَى اللّحْياني : أَرْضٌ سِنُون ، كأنَّهم جَعَلوا كلَّ جُزْءٍ منها أَرْضاً سَنَةً ثم جمعُوهُ على هذا.
ومِن السِّنِين جَمْع السَّنَة بمعْنَى الجَدْب قوْلُه تعالى : (وَلَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ) (٢) ، أَي بالجدوبِ والقحوطِ.
وسَاناهُ مُساناةً وسِناءً ، ككِتابٍ : اسْتَأْجَرَهُ لسَنَةٍ ، وعامَلَهُ مُساناةً واسْتأْجَرَهُ مُساناةً كَذلِكَ ، كقَوْلكَ مُسانَهَة.
وأصابَتْهم سَنَةٌ سَنْواءُ ، أَي شَدِيدَةٌ.
والسَّنا : نَبْتٌ ، تَقَدَّمَ ، واوي ، فلذا أَعادَهُ.
* وممَّا يُسْتدركُ عليه :
تُجْمَعُ السَّنَةُ أَيْضاً على سُنِيِّ كعُتِيِّ ، ومنه قوْلُ الشاعِرِ :
ما كانَ أزمانُ الهُزال والسِّنىَ (٣)
قالَ الرَّاغبُ : ليسَ بمرخم وإنَّما جمع فِعْلاً (٤) على فُعولٍ كمائَةٍ ومِئُون (٥).
وأَرْضٌ سَنْواءُ : أَصابَتْها السَّنَةُ.
وسَنا سَنا : كلمةٌ حَبَشيَّةٌ جاءَ ذِكْرُها في حديثِ أُمِّ خالِدٍ ومَعْناها حَسَنٌ ، تُخَفَّفُ نُونُها وتشدَّدُ ؛ ويُرْوى : سَنَهْ سَنَهْ ؛ وفي أُخْرى : سَنّاهُ سَنَّاهُ بالتَّشْديدِ والتَّخْفيفِ فيهما ، كذا في النهايَةِ.
[سوو] : والسَّوا (٦) ؛ هكذا هو في النُّسخِ بالقَصْرِ والصَّوابُ بالمدِّ ، العَدْلُ ؛ ومنه قَوْله تعالى : (فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ) (٧) ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
قال الرَّاغبُ : أَي عَدْلٍ مِن الحُكْم ، قالَ : ولمعْنَى المعادلة التي فيه [استعمل] (٨) اسْتِعمال العَدْل ، قال الشاعر :
أَبَيْنا فلا نُعْطِي السّواء عَدُوُّنا
قالَ الأزهريُّ : ومنه قوله تعالى : (إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا) (٩) أَي عَدْلٍ ؛ وقال زهيرٌ :
أَرُوني خُطَّةً لا عَيْبَ فيها |
|
يُسَوِّي بَيْننا فِيها السَّواءُ (١٠) |
والسَّواءُ : الوَسَطُ ؛ ومنه قوْله تعالى : (فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ) (١١) ؛ وكَذلِكَ : (سَواءَ السَّبِيلِ) *.
وقالَ الفرَّاءُ : سَواءُ السَّبِيلِ قَصْدُه.
ويقالُ : انْقَطَعَ سَوائِي ، أَي وَسَطِي.
ويقالُ : مَكانٌ سَواءٌ : أَي عَدْلٌ ووَسَطٌ بينَ الفَرِيقَيْن.
والسَّواءُ : الغَيْرُ ؛ قالَ الأعْشى :
تَجانَفُ عن جَوِّ اليَمامةِ ناقتِي |
|
وما عَدَلَتْ عن أَهْلِها السَّوائِكا (١٢) |
__________________
(١) في مفردات الراغب «سنه» : لها أَرَج ما حولها ..
(٢) سورة الأَعراف ، الآية ١٣٠.
(٣) مفردات الراغب «سنه».
(٤) في المفردات : فعلة.
(٥) المفردات : كمائة ومِئِينَ ومؤُنٍ ، وكسر الفاء كما كسر في عصيِّ وخففه للقافية.
(٦) في القاموس : «السَّواءُ» بالمد.
(٧) سورة الأنفال ، الآية ٥٨.
(٨) زيادة عن المفردات.
(٩) آل عمران الآية ٦٤.
(١٠) ديوانه ط بيروت ص ١٥ برواية :
أرونا سنة لا عيب فيها
والمثبت كرواية اللسان والتهذيب.
(١١) سورة الصافات ، الآية ٥٥.
(*) بسورة القصص : ٢٢ / البقرة : ١٠٨ / المائدة : ١٢ و ٦٠ و ٧٧ / الممتحنة : ١.
(١٢) ديوانه ط بيروت ص ١٣١ برواية : «تجانف عن جلّ من أهلها» والمثبت كرواية اللسان ، وفيه رواية أخرى «... عن خلّ اليمامة» ، وفي التهذيب كرواية الديوان ، وعجزه في الصحاح والمقاييس ٣ / ١١٣ ومعجم البلدان «السواء».