سَعَى عِقالاً فلَمْ يَتْرُكْ لنا سَبَداً |
|
فكَيْفَ لَوْ قَد سَعَى عَمْرٌو عِقالَيْنِ (١)؟ |
وسَعَتِ الأَمَةُ تَسْعَى سَعْياً : بَغَتْ.
وسَاعَاها مُساعاةً : طَلَبَها للبِغاءِ ؛ عَمَّ به ثَعْلَبٌ في الحرَّةِ والأَمَة.
وقال الجوهريُّ : هو في الإماءِ خاصَّةً بخِلافِ الزِّنا والعَهَرِ ، فإنَّهما يكونان في الحُرَّة وفي الأَمَةِ.
وفي الحديثِ : «إمَاءٌ ساعَيْنَ في الجاهِلِيَّة» ؛ وأُتِيَ عُمَرُ برجُلٍ ساعى أَمَةً ؛ ا ه.
وقيلَ : مُساعاةُ المرْأَةِ أَنْ يَضْربَ عليها مالِكُها ضَريبَةً تُؤَدِّيها بالزِّنا.
وفي الحديثِ : «لا مُساعاةَ في الإِسْلامِ ، ومَنْ ساعَى في الجاهِلِيَّةِ فقد لَحِقَ بعَصَبَتِه».
قالَ ابنُ الأثير : هو مُفاعَلَةٌ مِن السَّعْي ، كأَنَّ كلَّ واحِدٍ منهما يَسْعَى لصاحِبِه في حُصُولِ غَرَضِه.
وأَسْعاهُ : جَعَلَهُ يَسْعَى ، أَي يكسبُ.
والمَسْعاةُ : المَكْرَمَةُ والمَعْلاةُ في أَنْواعِ المَجْدِ ؛ وغَلِطَ الجوهريُّ فقالَ بَدَلَ في الكَرَمِ في الكَلَامِ ، ونصّه : والمَسْعاةُ واحِدَةُ المَساعِي في الكَلامِ والجودِ ، هكذا هو في سائِرِ نسخِ الكتابِ.
قالَ شيْخُنا : ذَكَرَ البَدْر الدماميني والتقيُّ الشمنيّ أنَّ في نسختهما مِن الصِّحاحِ الكَرَم فلا اعْتِراضَ ، ومِثْله في كَلامِ السَّمين على المُغْني ، وكَذلِكَ في أَصْلِنا الصَّحِيح ، ؛ والمصنِّفُ كثيراً ما يَبْنِي اعْترِاضَاتِهِ على الجوهريُّ على تَصْحيفِ نسْختِه.
* قُلْتُ : الحقُّ الذي لا يصار عنه أنَّ نسخَ الصِّحاح كَلَّها فيها الكَلام بَدَل الكَرَم ، فمن ذلكَ نسْخَتنا التي عليها المعوَّل بمِصْرَ ، وهي نسْخَة وَقْفَ الأَمير يَزْبك ، رحِمَهُ الله تعالى المُصَحَّحة على نسْخَة ياقوت ، وهكذا وُجِدَ بخطِّ المصنِّف ، وقد سَبَقَه إلى ذلكَ الصَّاغانيُّ في التَّكملةِ فإنَّه هكذا وجدَ في نسْخةِ الصِّحاحِ عِنْده واعْتَرَض عليه بما قالَهُ المصنِّف ، وما وجدَ فيها لَفْظُ الكَرَمِ (٢) ، فإنَّما هو مُصْلح فيمَا بَعْد ، فالحقُّ مع المصنِّفِ إلَّا أَن يقالُ إنَّ مثْلَ هذا يُنْسَبُ فيه السَّهْو للقَلَم ، فجلّ مَنْ لا يَسْهو.
واسْتَسْعَى العَبْدَ : إذا كَلَّفَهُ مِن العَمَلِ ما يُؤَدِّي به عن نَفْسِه إذا عتق (٣) بعضُه ليَعْتِقَ به ما بَقِي.
والسِّعايَةُ ، بالكسْر : ما كُلِّفَ من ذلك.
وفي الصِّحاح : سَعَى المُكاتَبُ في عِتْقِ رَقَبَتِه سِعايَةً واسْتَسْعَيْت له العَبْدَ في قِيمَتِه ؛ ا ه.
وفي الحديثِ : «إذا عتق (٤) بعضُ العَبْدِ فإن لم يَكُنْ له مالٌ اسْتُسْعِي غيرَ مَشْقُوقٍ عليه».
قالَ ابنُ الأثير : إذا عَتَقَ بعضُه ورَقَّ بعضُه يَسْعَى في فَكاكِ ما بَقِي مِن رِقِّه فيَعْملَ ويكسِبَ ويَصْرفَ ثَمَنه إلى مَوْلاه ، فسُمِّي تصرُّفه في كَسْبه سِعايةً.
وسَعْيَا بنُ أَمِصيَا : نَبِيٌّ مِن أَنْبياءِ بَنِي إسْرائِيل بُعِثَ بَعْدَ مُوسَى ، بَشَّرَ بعِيسَى ، عليه وعليهما السَّلامُ وعلى نبيِّنا صَلَى الله عليه وسلّم.
وقال ابنُ عبَّاد : هو آخِرُ نَبيٍّ مِن بَني إسْرائِيل ؛ والشِّيْن لُغَةٌ فيه كما سَيَأْتي.
وسَعْيَا : ع ؛ كما في المُحْكم.
وقالَ نَصْر : هو وادٍ بتهامَةَ قُرْبَ مكَّةَ أَسْفَله لكِنانَةَ ، وأَعْلاهُ لهُذَيْل.
وقالَ أَبو عليِّ في بابِ فَعْلَى : وقالوا في اسْمِ مَوْضِع سَعْيَا ، قالَ : وفيه عِنْدي تَأَوِيلان ، أَحَدُهما : أَن يكونَ سُمِّي بوَصْفٍ ، أَو يكونَ هذا من بابِ فُعلى كالقُصْوى في بابهِ في الشذوذِ ، وهذا كأَنَّه أَشْبَه ، لأنَّ الأَعْلامَ تُغيّر كَثيراً عن أَحْوالِ نَظائِرِها ، فهذا الذي ذَكَرَه كُلّه مِن الياءِ.
وأمَّا مِن الواوِ فقَوْلُهم : السِّعْوَةُ ، بالكسْر السَّاعَةُ مِن
__________________
(١) اللسان والتهذيب ، والصحاح ولم ينسبه.
(٢) في الصحاح المطبوع : «الكرم».
(٣) في القاموس : أُعْتِقَ.
(٤) في اللسان والنهاية : أعتق.