قالَ ابنُ سِيدَه : إنَّما أَرادَ سَلِّمْهُنَّ وقَوِّهِنَّ ، لكن أَوْقَعَ الفِعْلَ على السّدْوِ لأنَّ السَّدْوَ إذا سَلِمَ فقد سَلِمَ السادِي ؛ وأَنْشَدَ الأزهرِيُّ :
يتْبَعْنَ سَدْوَ رَسْلَةٍ تَبَدَّحُ (١)
أَي تَمُدُّ ضَبْعَيْها.
ونوقٌ سَوادٍ ؛ كذا في الصِّحاحِ ؛ وفي التَّهْذِيب : العَرَبُ تسمِّي أَيْديَ الإِبِلِ السَّوادِيَ لسَدْوِها بها ثم صار اسْماً لها ، قالَ ذو الرُّمَّة :
كأَنَّا على حُقْبٍ خِفافٍ إذا خَدَتْ |
|
سَوادِيهما بالواخِداتِ الزَّواجِلِ (٢) |
أَرادَ : خَدَتْ أَيْديها وأَرْجُلَها.
وتَسَدَّاهُ : رَكِبَهُ وعَلَاهُ ؛ أَنْشَدَ الجوهريُّ لامرئِ القَيْسِ :
فلمَّا دَنَوْتُ تَسَدَّيْتُها |
|
فَثَوْباً نسيت وثَوْباً أَجُرّ (٣) |
وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه والأَزْهريُّ لابنِ مُقْبل :
بسَرْوِ حِمْيَرَ أَبْوالُ البِغال به |
|
أَنَّى تَسَدَّيْتِ وهْناً ذلك البِينا (٤) |
قالَ الأزْهرِيُّ يَصِفُ جارِيَةً طَرَقَه خَيالُها مِن بُعْد فقالَ لها : كيفَ عَلَوْتِ بَعْدَ وَهْنٍ مِن اللّيْلِ ذلكَ البَلَدَ.
وتَسَدَّاهُ : تَبِعَهُ ولَحِقَهُ.
ومن الياءِ : قوْلُهم : سَدِيَ البُسْرُ ، كرَضِيَ ، سَدىً : اسْتَرْخَتْ تَفارِيقُه.
وأَسْدَى النَّخْلُ : سَدِيَ بُسْرُه ، وهذا بَلَحٌ سَدٍ ، كعَم ؛ ومنه قولُ الشَّاعِرِ :
يَنْحَتُّ منهنَّ السَّدى والحَصْلُ (٥)
كلُّ ذلكَ في الصِّحاحِ والمُحْكَم.
وفي التهذيبِ : قالَ الأصْمعيُّ : إذا وَقَعَ البَلَحُ وقد اسْتَرْخَتْ تَفارِيقُه ونَدِيَ يقالُ : هذا بَلَحٌ سَدٍ ، الواحِدَةُ سَدِيَّةٌ ، وقد أَسْدَى النَّخْلُ ، والتُّفْروق ، قمَعُ البُسْرَةِ.
واسْتَدَى الفَرَسُ : عَرِقَ.
وسَدَّى ، كحُتَّى : ع بوصاب قُرْبَ زَبِيد باليَمَنِ ، حَرَسَها اللهُ تعالى والسُّدَيَّا ، كحُمَيَّا : د قُرْبَهُ على مَرْحَلَتَيْن ، منه الرُّمَّانُ السَّدَوِيُّ بالتَّحريكِ على غيرِ قِياسٍ ، كالسُّهلي والدّهْري.
والسَّادِي : السَّادِسُ ؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ لامرئِ القَيْس :
إذا ما عُدَّ أَرْبعَةٌ فِسالٌ |
|
فَزَوْجُكِ خامِسٌ وحَمْوكِ سادِي (٦) |
أَرادَ السادِسَ فأَبْدَلَ من السِّين ياءً على ما فَسَّرْناه في ستت.
والأُسْدِيُّ ، كتُرْكِيِّ : الثَّوبُ المُسَدَّى ؛ عن أَبي الهَيْثم.
* وممَّا يُسْتدركُ عليه :
أَسْدَى بَيْنهم حدِيثاً : نَسَجَهُ ، وهو على المَثَلِ.
وسَدِيَتِ الليْلَةُ : كثُر نَداها ، فهي سَدِيَةٌ ، وقلَّما يُوصَفُ به النّهارُ ؛ قالَ الشاعِرُ :
يَمْسُدُها القَفْرُ وليلٌ سَدي (٧)
وسَدِيَتِ الأرضُ : كَثُر نَداها مِن السَّماءِ كانَ أَو مِن الأرْضِ ، فهي سَدِيَةٌ على فَعِلَةٍ.
وأَسْدَى البَلَحُ : مثْلُ سَدِيَ.
وكلُّ رَطْبٍ نَدٍ : فهو سَدٍ ؛ حكَاهُ أَبو حنيفَةَ.
__________________
(١) اللسان والتهذيب بدون نسبة.
(٢) ديوانه ص ٤٩٨ وفيه خماص بدل خفاف والواخطات بدل الواخذات ، واللسان وفيه «الرواحل» ومثله في التهذيب.
(٣) ديوانه ط بيروت ص ١١٠ والصحاح واللسان وفيه «لبست» بدل «نسيت» والمقاييس ٣ / ١٥١.
(٤) اللسان وعجزه في التهذيب.
(٥) الصحاح واللسان وقبله فيه :
مكمم جبارها والجعل
(٦) اللسان بدون نسبة ، والصحاح منسوباً للجعدي وفيها : «وأبوك سادي» ولم أعثر على البيت في ديوان امرئ القيس.
(٧) اللسان والتهذيب بدون نسبة.