وفي شرْحِ البُخارِي لابنِ حَجَر ، ويُرْوَى بضمِّها وأَشْبَعها بعضُهم واواً ، انتَهَى.
قُلْتُ : فهو إذاً مُثَلَّث وأَغْفله المصنِّفُ ؛ وكَذلِكَ شيْخنا قُصُوراً.
والرَّماءُ ، كسَماءِ : الرِّبَا ، هكذا هو مَضْبوطٌ في نسخ الصِّحاحِ.
ومنه حدِيثُ عُمَر : «لا تَشْتروا الذَّهبَ بالفِضَّة إلَّا يداً بيَدٍ هاءَ وهاء إنِّي أَخافُ عليكم الرَّمَاء».
قالَ الكِسائيُّ هو مَمْدودٌ ، انتهَى.
وزادَه ابنُ الأثيرِ إيضاحاً ، فقالَ هو بالفتْحِ والمدِّ الزِّيادَة على ما يَحِلُّ ؛ ويُرْوَى الأرْماء. يقالُ : أَرْمَى على الشيءِ إذا زادَ عليه ، كما يقالُ أَرْبَى ؛ ووُجِدَ في نسخِ المُحْكَم عن اللّحْيانيّ الرِّماءُ بالكَسْرِ ، هكذا هو مَضْبوطٌ ، وهي لُغَةٌ في الرِّبَا.
والرِّمِّيا ، كعِمِّيا : المُراماةُ ، هكذا هو في النُّسخِ ، وهو بتَشْديدِ الميمِ كما يدلُّ له قَوْله كعِمِّيا ، والصَّوابُ الرِّمَّيَّا بوَزْنِ الهِجِّيريَ والخِصِّيصى كما في النِّهايَةِ ؛ وهكذا هو مَضْبوطٌ في نسخِ الصِّحاحِ.
قالَ الجوهريُّ : كانتْ بَيْنهم رَمِّيَّا ثم صارُوا إلى حِجِّيزَى.
قالَ ابنُ الأثيرِ : هو فعِّيلى من الرَّمْي ، مَصْدرٌ يُرادُ به المُبالَغَةُ ، أَي ترامٍ بالحِجارَةِ ثم كَفَّ بعضُهم عن بعضٍ.
والرِّمَى ، كإلَى صَوتُ الحَجَرِ يَرْمِي به الصَّبِيُّ ؛ عن ابنِ الأعْرابيِّ.
وهو مُرْتَمٍ لنا : أَي طَلِيعَةٌ كمُرْتَبٍ ومُنْتَمٍ ؛ نقلَهُ الأزهريُّ ؛ والأصْلُ فيه الهَمْزُ.
والرُّمَةُ ، كثُبَةٍ : وادٍ يمرُّ بينَ أَبانين أَعْلاهُ لأهْلِ المدينَةِ وبَني سُلَيْم ووَسَطُه لبَني كِلابٍ وغَطَفان.
ورُمِّيُّ ، كسُمَيِّ : [ع] * ورِمِّيانُ ، (١) بالكسْر وشَدِّ الميمِ : ع ، أَي مَوْضِعانِ ؛ كذا في المُحْكَم.
وممَّا يُسْتدركُ عليه :
خَرَجَ يَرْمِي القَنْصَ.
ويَتَرَمَّى : إذا جَعَلَ يَرْمِي في الأَغْراضِ وأُصُولِ الشَّجَرِ ؛ كما في الصِّحاحِ.
وتَيْسٌ رَمِيٌّ ، كغَنِيٍّ : مَرْمِيٌّ ، وكذا الأُنْثَى بغيرِ هاءٍ ، والجَمْعُ رَمايَا ، وإذا لم يَعْرفُوا ذكراً مِن أُنْثَى فهي بالهاءِ فيهما.
وقالَ اللحْيانيُّ : عَنْزٌ رَمِيٌّ ورَمِيَّة ؛ والأُوْلى أَعْلى.
قال سِيْبَوَيْه : وقالوا بئْسَ الرَّمِيَّةُ الأَرْنبُ ؛ يقولون : بئْسَ الشيءُ ممَّا يُرْمى هو ؛ وإنَّما جاءَت بالهاءِ لأنَّها صارَتْ في عِدَادِ الأسْماءِ وليسَ هو على رُمِيَتْ فهي مَرْمِيَّة ، ثم عُدِلَ به إلى فعيل.
ورَمَى السَّحابُ : انضمَّ بعضُه إلى بعضٍ ؛ قالَ المُتَنَخَّل الهُذَليُّ :
أَنْشَأَ في العَيْقةِ يَرْمِي بِهٍ |
|
جُوفُ رَبابٍ وَارِهٍ مُثْقَلِ (٢) |
ورَمَى بالقوْمِ مِن بلَدٍ إلى بلدٍ : أَخْرَجَهُم منها.
والرَّمْي : الزِّيادَةُ في العُمُرِ ؛ عن ابنِ الأعْرابيّ ؛ وأَنْشَدَ :
وعَلَّمنا الصَّبْرَ آباؤُنا |
|
وخُطَّ لنا الرَّمْيُ في الوافِرَهْ (٣) |
الوافرةُ : الدُّنيا.
وقال ثَعْلَب : الرَّمْيُ هنا الخُرُوجُ مِن بلَدٍ إلى بلَدٍ.
وتَرامَاهُ الشَّبابُ : تَمَّ ؛ وبه فسَّرَ السُّكَّريُّ قوْلَ أَبي ذُؤَيْبٍ :
فلمَّا تَرامَاهُ الشَّبابُ وغَيُّه |
|
وفي النَّفْسِ مِنهُ فِتْنَةٌ وفُجورُها (٤) |
__________________
(*) ما بين معكوفتين سقط من الأصل
(١) قيدها ياقوت بفتح أوله وسكون ثانيه.
(٢) ديوان الهذليين ٢ / ٦ برواية : «ورهٍ مثقل» واللسان.
(٣) اللسان والتهذيب.
(٤) شرح أشعار الهذليين ١ / ٢١٠.