ونَبْلُ العبد أَكْثرُها المَرامِي
وقيلَ : مَعْنَاهُ أَن يُغالِي بالسَّهامِ فيَشْتري المِعْبَلَة والنَّصْل لأنَّه صاحِبُ حَرْبٍ وصيدٍ ، والعَبْدُ إنَّما يكونُ راعِياً فتُقْنِعُه المرَامِي لأنَّها أَرْخصُ أَثْماناً إن اشْتَراها ، وإن اسْتَوْهَبَها لم يَجُدْ له أَحد إلَّا بمَرْماةٍ.
أَو سَهْمٌ يُتَعَلَّمُ به الرَّمْيُ وهو أَحْقَرُ السِّهامِ وأَرْذلُها (١).
وقال الأصْمعِيُّ : هو سَهْمُ الأَهْدافِ.
وقالَ ابنُ الأعرابِيِّ : المِرْماةُ مثْلُ السَّرْوةِ وهو نَصْلٌ مدَوَّرٌ للسَّهْمِ.
وقالَ ابنُ الأعرابيِّ : هو السَّهْمُ الذي يُرْمَى به ؛ المَعْنيانِ يرجعانِ إلى واحِدٍ ؛ وبه فُسِّر الحدِيثُ : «لو أَنَّ أَحَدَهم دُعِي إلى مِرْمَاتَيْنِ لأَجابَ وهو لا يُجيب إلى الصَّلاةِ ، أَي لو دُعِيَ إلى أَن يُعْطَى سَهْمَيْن مِن هذه السِّهامِ لأَسْرَعَ الإِجابَةَ.
وأَنْكَرَه الجوهريُّ والزَّمَخْشريُّ. فقالَ الجوهريُّ : المِرْماةُ في الحدِيثِ الظِّلْفُ.
وقال الزَّمَخْشريُّ : هذا ليسَ بوَجيهٍ ، ويَدْفَعُه قَوْله في الرِّوايَةِ الأُخْرى لو دُعِيَ إلى مِرْماتَيْنِ أَو عَرْقٍ.
وقالَ أبو عبيدَةَ : المِرْماةُ في الحدِيثِ : هَنَةٌ بين ظِلْفَيِ الشَّاةِ يُريدُ به حَقارَته ؛ قال أَبو عبيدَةَ : ويُفْتَحُ ولا أَدْرِي ما وَجْهه إلَّا أنَّه هكذا يُفَسَّر.
وأَرْماهُ : أَلْقاهُ من يَدِهِ ، وهذا قد تقدَّمَ في قوْلِه كأرْمَى في أَوَّل المادَّةِ.
وفي المِصْباح : رَمَيْت الرَّجُل إذا رَمَيْته بيدِكَ فإذا قَلَعْته مِن موْضِعِه قلْتَ : أَرْمَيته عن القَوْسِ وغيرِه.
وقالَ الفارَابي في بابِ الرّباعِي : طَعَنَه فَأرْماهُ عن فَرَسِه ، أَي أَلقاهُ عن ظَهْرِ دابَّتِه ؛ ومثْلُه في الصِّحاحِ.
وفي التَّهْذيبِ : أَرْمَيْت الحِمْل عن ظَهْرِ البَعيرِ فارْتَمَى عنه إذا طاحَ.
والرَّمِيُّ والسَّقِيُّ كِلاهُما كغَنِيٍّ : قِطَعٌ صِغارٌ مِن السَّحابِ قدْرُ الكَفِّ وأَعْظمُ شيئاً ؛ قالَهُ الليْثُ ، قالَ مُليْحُ الهُذَليُّ :
حَنِين اليَماني هاجَهُ بعْدَ سَلْوةٍ |
|
ومِيضُ رَمِىٍّ آخرَ اللَّيْلِ مُعْرِقِ (٢) |
أَو سحابَةٌ عظيمَةُ القَطْرِو شَدِيدَةُ الوِقْعِ مِن سَحائِب الحمِيمِ والخرِيفِ ؛ عن الأصْمعيِّ نقلَهُ الجوهريُّ وابنُ سِيدَه ؛ ج أَرْماءٌ وأَرْمِيَةٌ ورَمَايا ؛ الثاني عن الأَصْمعيّ ؛ وأَنْشَدَ لأبي ذُؤَيبٍ :
يَمانِيَةٍ أَحيى لها مَظَّ مائِدٍ |
|
وآلِ قُراسٍ صوبُ أَرْمِيَةٍ كُحْلِ (٣) |
ويُرْوَى : أَسْقِيه ؛ والمعْنَى واحِد ؛ وقالَ أَبو جُنْدبِ الهُذَليُّ :
هنالكَ لو دَعَوْت أَتاكَ منْهُم |
|
رِجالٌ مِثْلُ أَرْمِيَةِ الحَمِيم (٤) |
ومِن المجازِ : أَرْمَتْ به البِلادُ وتَرَامَتْ أَخْرَجَتْه ؛ قالَ الأَخْطَل :
ولكن فداها زائرٌ لا تُحِبُّهُ |
|
تَرَامَتْ به الغِيطانُ من حيثُ لا نَدْرِي (٥) |
وإِرمِياءُ ، بالكسْرِ : نَبيٌّ مِن الأَنْبياءِ ، عليهمالسلام.
قالَ ابنُ دُرَيْدٍ : أَحْسَبُه مُعَرَّباً.
قُلْتُ : ومِثْلُه قَوْل ابنِ الجَواليِقِي.
قالَ الفاسِيُّ في شرْحِ الدَّلائِلِ : قيلَ : هو الخضْرُ ، عليهالسلام ، والصَّحِيحُ أَنَّه مِن أَنْبياءِ بَني إسْرائِيل. وفي بعضِ النُّسخِ المُعْتَمَدَةِ بفتحِ الهَمْزةِ ؛ والذي في القاموسِ بكَسْرِها.
__________________
(١) في النهاية : وأدناها.
(٢) شرح أشعار الهذليين ٣ / ١٠٠٢ واللسان والتهذيب.
(٣) ديوان الهذليين ١ / ٤٢ بروايةً : «مظ مأبدٍ أسقيه كحل» والمثبت كالصحاح ، وفي اللسان : «أجبى لها».
(٤) شرح أشعار الهذليين ١ / ٣٦٣ ، قال الأصمعي : وتروى لأبي ذؤيب ، والبيت في اللسان والتهذيب لأبي جندب الهذلي.
(٥) اللسان وفيه : ولكن قذاها لا يدري.