والذي في المُحْكَم : الذَّأْوَةُ : الشَّاةُ المَطْرودَةُ (١) ؛ عن ثَعْلَب ، فتأَمَّل ذلك.
* وممَّا يُسْتدركُ عليه :
ذَأَى يَذْؤُو ذَأْواً ، كدَعَا : مَرَّ مَرّاً خَفِيفاً سَرِيعاً ؛ وقيلَ : سارَ سيراً شَديداً.
وذَأَيْتُه ذَأَياً : طَرَدْتُه.
والذَّأْيُ : السَّيْرُ الشَّديدُ.
وقد أَشارَ المصنِّفُ بالياءِ والواوِ ، ولم يَذْكر إلَّا ما فيه الواو ، وهو غَريبٌ منه.
وذَكَرَ ابنُ الأعرابيِّ مِن مَصادِرَ ذَأَى البَقْل ذَأْياً وذَأًى وذُئِيّاً ، كعُتِيِّ ، وكلُّ ذلكَ أَهْمَلَه المصنِّفُ.
وفَرَسٌ مِذْأًى ، كمِنْبَرٍ : سَريعُ السَّيْرِ.
[ذبي] : ذُبْيانُ :لم يشر لها بواوٍ ولا بياءٍ ، والصَّحيحُ أَنَّها يائيَّةٌ ؛ وهو بالضَّمِّ والكَسْر.
قالَ ابنُ الأَعرابيِّ : رأَيْتُ الفصحاءَ يَخْتارُونَ الكَسْر ؛ كذا قالَهُ ابنُ السّمعاني.
ورأَيْتُ في المُحْكَم ما نَصّه الضَّم أَكْثر عن ابنِ الأعْرابيّ.
وفي التَّهذيبِ : قالَ أَبو عبيدَةَ : قالَ ابنُ الكَلْبي : كانَ أَبي يقولُ بالكَسْر وغَيْرُه بالضَّمِّ ؛ قَبيلَةٌ من قَيْس ، وهو ذُبْيانُ بنُ بَغَيض بنِ رَيْثِ بن غَطَفانَ بنِ سَعْدِ بنِ قَيْسِ عَيْلانَ ، كما في الصِّحاحِ ؛ وهو أَخُو عَبْس.
وهما قَبيلَتانِ أَيْضاً ؛ منهمُ النَّابغَةُ زِيادُ بنُ مُعاوِيَةَ بنِ ضبابِ ابنِ جابِرِ بنِ يَرْبوعِ بنِ غيظِ بنِ مرَّة بنِ عَوْفِ بنِ سَعْدِ بنِ ذُبْيان ، وقد تقدَّمَتْ تَرْجَمَتُه في نبغ.
وقد أَغفلَ المصنِّف في هذه التَّرْجمة عن أُمورٍ : الأَوَّل : أنَّه لم يشر لها بحَرْفٍ ، وهي يائيَّةٌ كما تقدَّمَ. والثَّاني : لم يَذْكر أَصْل مَعْنى ذُبيان في اللّغةَ تِبْعاً للجَوْهرِيّ ، أَمَّا الجَوهرِيّ ، رحِمَه اللهُ تعالى ، فقد شَرَطَ في كتابِه أَنْ لا يَذْكر إلَّا ما صَحَّ عنْدَه مِن لُغَةِ العَرَبِ.
ونقلَ الأزهريُّ في كتابه ما نَصّه : ما عَلِمْتُني سَمِعْت فيه شيئاً من ثِقَةٍ غَيْر هذه القَبيلَة المَقُول لها ذُبْيان ، ويقالُ ذِبْيان ، انتَهَى. فله عذْرٌ فيه واضِحٌ بخِلافِ المصنِّف فإنَّه سَمَّى كتابَهُ البَحْر المُحِيط يأتي فيه بما دَبّ ودَرَج ؛ ففي المُحْكَم : الذُّبْيانُ بَقِيَّةُ الوَبَرِ ؛ عن كُراعٍ.
قالَ ابنُ سِيدَه : ولسْتُ منه على ثِقَةٍ ، والذي حَكَاه أَبو عبيدٍ : الذُّوبانُ والذِّبيانُ.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : أَحْسَبُ اشْتِقاق ذُبْيان مِن قَوْلِهم ذَبَتْ شَفَته إذا ذبلَتْ.
قالَ بنُ سِيدَه : وهذا يُقَوِّي أَنَّ ذَبَتْ مِن الياءِ لو أَنَّ ابنَ دُرَيْدٍ لم يُمَرِّضْه.
* قُلْتُ : وهذا الذي عَزاهُ ابنُ سِيدَه إلى كُراع قد نَقَلَه الأزهريُّ عن الفرَّاء ، زادَ وهو واحِدٌ ؛ ونَقَلَه أَبو هلالٍ العَسْكري في مُعْجمه عن أَبي عبيدٍ : هكذا.
وقالَ أَبو عَمْرو : الذُّبْيانُ (٢) الشَّعَرُ على عُنُقِ البَعيرِ ومشفْرِه.
وقال شَمِرٌ : لا أَعْرِفُ الذُّبْيانُ (٢) ، إلَّا في بيتِ كثيِّرٍ :
مَريش بذبيانِ السَّبيب تليلُها (٣)
وقالَ أَبو وَجْرة :
تَرَبَّع أَنهِيَ الرّنقاءِ حتى |
|
قفا وقفين ذبيان الشتاءِ (٤) |
يَعْني عيراً وأُتُنه سمن وسمنّ حتى أنسلن عقة الشتاء.
* قُلْتُ : الذي أَوْرَدَه شَمِرٌ في بيتِ كثيِّرٍ قد رَواهُ ابنُ
__________________
(١) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : الشاة المطرودة ، الذي في اللسان عن المحكم : الشاة المهزولة».
(٢) في التهذيب «ذاب ١٥ / ٢٢» : «الذئبان» عن أبي عمرو وشمر.
(٣) ديوانه ٢ / ٢٣ برواية :
عسوف بأجواز الفلا حميرية |
|
مريش بذيبان الشليل تليلُها |
(٤) التهذيب ١٥ / ٢٢ وفيه «نفى ونفين ذئبان الشتاء».