الأصْلُ ، ويُحَرَّكُ عن الجوْهرِيّ وقالَ : وهو الأصْلُ ؛ الإِسْتُ (١) ، وهو مِن المَحْذوفِ المُجْتَلَبَةِ له أَلِفُ الوَصْلِ ، ج أَسْتاهٌ.
قالَ الجوْهرِيُّ : وأَصْلُها سَتَهٌ على فَعَل ، بالتّحْرِيكِ ، يدلُّ على ذلِكَ أَنَّ جَمْعَه أَسْتاهٌ ، مِثْلُ جَمَلٍ وأَجْمالٍ ، ولا يَجوزُ أَنْ يكونَ مِثْلُ جِذْعٍ (٢) وقُفْلٍ اللذين يُجْمَعانِ أَيْضاً على أَفْعال ، لأنَّك إِذا رَدَدْتَ الهاءَ التي هي لامُ الفِعْلِ وحَذَفْتَ العَيْن قُلْتَ سَهٌ ، بالفتْحِ ، انتَهَى ؛ وقالَ عامِرَ بنُ عُقَيْلٍ السَّعْديُّ :
رِقابٌ كالمَواجِنِ خاظِياتٌ |
|
وأَسْتاهٌ على الأَكْوارِ كُومُ (٣) |
والسَّهُ ، ويُضَمُّ مُخَفَّفَةً : العَجُزُ أَو حَلْقَةُ الدُّبُرِ ؛ ومنه الحدِيثُ : «إنَّما العَيْنُ وِكاءُ السَّهِ» ، أَي إذا نامَ انْحلَّ وِكاؤُها ، كنى بهذا اللَّفْظِ عن الحَدَثِ وخُرُوجِ الرِّيحِ ، وهو مِن أَحْسَنِ الكِنايَاتِ وألْطَفِها ؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ لأَوْس :
شَأَتْكَ قُعَيْنٌ غَثُّها وسَمِينُها |
|
وأَنْتَ السَّهُ السُّفْلَى إِذا دُعِيَتْ نَصْرُ (٤) |
يقولُ : أَنْتَ فيهم بمنْزِلَةِ الاسْتِ من الناسِ.
والسَّتَهُ ، محرّكةً : عِظَمُها.
والأَسْتَهُ والسُّتاهِيُّ ، كغُرابيِّ : العَظِيمُها الكَبيرُ العَجُزِ ، ج ككُتُبٍ وسُتْهانٌ ، كعُثْمانٍ.
وأَيْضاً : طالِبُها أَو المُلازِمُ لها ، كالسَّتِهِ ، ككَتِفٍ ، كما قالوا : رجُلٌ حَرِحٌ لمُلازِمِ الأَحْراحِ ؛ عن ابنِ بَرِّي. والسُّتْهُمُ ، كزُرْقُمِ ، والميمُ زائِدَةٌ وله نَظائِرُ مَرَّ بعضُها.
وسَتَهَهُ ، كمَنَعَهُ ، سَتْهاً : تَبِعَهُ من خَلْفِه لا يُفارِقُه لأَنَّه تَلا اسْتَه.
وأَيْضاً : ضَرَبَ اسْتَهُ.
والسُّتَيْهِيُّ ؛ هكذا في النسخِ بضمِّ السِّيْن وفتْحِ التاءِ والصَّوابُ السَّيْتَهِيُّ كحَيْدَريِّ ، كما هو نَصُّ الفرَّاءِ بخطِّ الصَّاغاني ؛ مَنْ يَمْشِي آخِرَ القَوْم أَبداً يَتخلَّفُ عنهم فيَنْظُر في أَسْتاهِهِم ؛ نَقَلَهُ ابنُ بَرِّي ؛ وأَنْشَدَ للعامِرِيَّة :
لقد رأَيتُ رجلاً دُهْرِيًّا |
|
يَمْشِي ورَاءَ القومِ سَيْتَهِيَّا (٥) |
ومِن المجازِ : كانَ ذلكَ على اسْتِ الدَّهْرِ ، أَي على وَجْهِهِ ؛ كما في الأساسِ.
وقيلَ : على أَوَّلِه.
وقالَ أَبو عبيدَةَ : كانَ ذلكَ على اسْتِ الدَّهْرِ وأُسِ الدّهْرِ ، أَي على قِدَمِ الدَّهْرِ ؛ وأَنْشَدَ الإِيادِيُّ لأَبي نُخَيْلَة :
ما زالَ مجنوناً على اسْتِ الدَّهْرِ |
|
ذا حُمُقٍ يَنْمِي وعَقْل يَحْرِي (٦) |
أَي لم يزلْ مَجْنوناً دَهْرَهُ كُلّه.
ويقالُ : ما زالَ فلانٌ على اسْتِ الدَّهْرِ مَجْنوناً ، أَي لم يزلْ يُعْرفُ بالجُنُونِ ؛ نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ عن أَبي زيْدٍ.
ومِن أَمْثالِهم.
يا بنَ اسْتِها.
قالَ الزَّمَخْشريُّ : كِنايَةٌ عن إِحْماضِ (٧) أَبيهِ أُمَّهُ.
__________________
(١) من غريب لغاته : ست ، بغير همز في أوله ، ولا هاء في آخره ، ذكره أبو حيان في شرح التسهيل في الحذف ، وأنشد لابن رميض العنبري :
يسيل على الحاذين والست حيضها
اه ؛ محشي هامش القاموس. وسينبه عليه الشارح في المستدركات.
(٢) في اللسان «جزع» والأصل كالصحاح.
(٣) اللسان.
(٤) ديوان أوس بن حجر ط بيروت ص ٣٨ واللسان والصحاح والتهذيب والأساس.
(٥) اللسان.
(٦) اللسان وفي التهذيب : «في بدن» بدل : «ذا حمق» وفي التكملة : «في جسد» وفي الأساس : «ذا جسد» وقبلهما فيها :
من كان لا يدري فإني أدري
وبعدهما :
هبه لإخوانك يوم النحر
والصحاح والأول فيها برواية :
ما زال مذ كان على است الدهر
(٧) في الأساس : كناية عن إحماض أمه إياها.