فإن كُنت قَدْ أَقْصَدْتني إذ رَمَيْتني |
|
بسَهْمِك فالرَّامي يَصِيدُ وما يَدْرِي (١) |
أَي ولا يَخْتِلُ ، كتَدَرَّاهُ وادَّراهُ كافْتَعَلَهُ ؛ ومنه قوْلُ الراجزِ :
كيفَ تَرانِي أَذَّرِي وأَدَّرِي |
|
غِرَّاتِ جُمْلٍ وتَدَّرِي غِرَرِي (٢)؟ |
فالأَوَّل بالذالِ المُعْجمةِ ، أَفْتَعِل من ذَرَيْت تُرابَ المَعْدنِ ، والثاني بالدَّالِ المُهْملةِ أَفْتَعِل من ادَّراهُ خَتَلَه ، والثالثُ تَتَفَعَّل من تَدَرَّاهُ خَتَلَه فأَسْقَطَ إِحْدَى التاءَيْن ، يقولُ : كيفَ تَراني أَذَّرِي التُّرابَ وأَخْتِل مع ذلكَ هذه المَرْأَة بالنَّظَر إليها إذا اغْتَرَّتْ أَي غَفَلَت ؛ كذا في الصِّحاحِ.
ودَرَى رأْسَه يَدْرِيهِ دَرْياً : حَكَّهَ بالمِدْرَى ، بكسْرِ الميمِ ، وهو (٣) القَرْنُ ؛ قالَ النَّابِغَةُ يَصِفُ الثْورَ والكِلابَ :
شَكَّ الفريصَةَ بالمِدْرَى فأَنْفَذَها |
|
شَكَّ المُبَيْطِرِ إذ يَشْفِي مِنَ العَضَدِ (٤) |
وفي بعضِ النسخِ : وهو المُشْطُ والقَرْنُ : كالمِدْرَاةِ.
قال الجَوهرِيُّ : ورُبَّما تُصْلِحُ به الماشِطَةُ قُرُونَ النِّساءِ ، وهو شيءٌ كالمِسَلَّة يكونُ مَعَها ؛ قال امْرؤُ القَيْسِ :
تَهْلِكُ المِدْراةُ في أَكْنافِه |
|
وإذا ما أَرْسَلَتْهُ يَنْعَفِرْ (٥) |
وقالَ الأزهرِيُّ : المِدْراةُ حَدِيدَةٌ يُحَكُّ بها الرأْسُ يقالُ لها سَرْخَارَهْ. والمَدْرِيَةِ ، بفتْحِ الميمِ وكسْرِ الرَّاءِ ؛ نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه.
وقالَ الأزْهرِيُّ : ورُبَّما قالوا للمِدْرَاةِ مَدْرِيَة ، وهي التي حُدِّدَتْ حتى صارَتْ مِدْراة ، ج مَدارِ ومَدارَى ، الألفُ بدَلَ مِن الياءِ ؛ كذا في المُحْكَم.
وتَدَرَّتِ (٦) المَرْأَةُ : سَرَّحَتْ شَعْرَها بالمِدْرَى.
والدَّرِيَّةُ ، كغَنِيَّةٍ : لما يُتَعَلَّمُ عليه الطَّعْنُ.
قال الجَوهرِيُّ : قالَ الأصْمعيُّ : وهي دابَّةٌ يَسْتَتِر بها الصائد إذا أَمكنه رمَى ، وهي غيْرُ مَهْمُوزة.
وقالَ أَبو زيْدٍ : هو مَهْموزٌ لأنّها تُدْرأُ نَحْو الصَّيْد أَي تُدْفَعُ.
ومَدْرَى ، كمَسْعَى : ة لبَجِيلَةَ.
وفي التّكْمِلَةِ والمِدْرَاةُ : وادِ.
والذي في كتابِ نَصْر : المَدْرَاءُ ، بالمدِّ : ماءَةٌ بركية (٧) لعَوف ودهْمان ابْني نَصْرِ بنِ مُعاوِيَةَ.
* وممَّا يُسْتدركُ عليه :
قال سِيْبَوَيْه : الدَّرْيَةُ كالدِّرْيَةِ لا يُذْهَبُ به إلى المَرَّةِ الواحِدَةِ ولكنَّه على مَعْنى الحالِ.
وقالوا : لا أَدْرِ ، فحذَفُوا الياءَ لكَثْرةِ الاسْتِعْمالِ ونَظِيرُه : أَقْبَلَ يَضْرِبُه ولا يَأْلُ.
وادَّرَى درْيَةً وتَدَرَّى : اتَّخَذَها.
والدَّريَّة : الوَحْشُ مِن الصَّيْدِ خاصَّةً.
وادَّرَوْا مَكاناً ، كافْتَعَلُوا : اعْتَمَدوه بالغارَةِ والغَزْوِ ؛ وأَنْشَدَ الجوهرِيُّ لسُحَيْم :
أَتَتْنا عامِرٌ من أَرْضِ رامٍ |
|
مُعَلِّقَةَ الكَنائِنِ تَدَّرِينا (٨) |
__________________
(١) البيت للأخطل ، ديوانه ص ١٢٨ ، واللسان والصحاح والمقاييس ٢ / ٢٧٢ ، والتهذيب ولم ينسبه ، وفي المصادر : ولا يدري.
(٢) الرجز في اللسان والأساس والصحاح ، وفي التهذيب برواية : «أذرى أو أدري».
(٣) نقص وقع في عبارة الشارح ، وتمام عبارة القاموس : «وهو المُشْطُ ، والقَرْنُ».
(٤) ديوان النابغة الذبياني ط بيروت ص ٣٢ برواية : «طعن المبيطر» والمثبت كاللسان والصحاح ، وفي التهذيب كالديوان.
(٥) البيت في اللسان بدون نسبة ، وفي الصحاح نسبه لطرفة ، وفيهما «يعتفر» ولم أعثر عليه في ديوانيهما.
(٦) قبلها زيادة في القاموس. سقطت في الشارح. ونصها : وادَّرَتِ المرأَةُ.
(٧) في ياقوت : برُكْبَة.
(٨) اللسان والصحاح لسحيم بن وثيل الرياحي ، وفي المقاييس ٢ / ٢٧١ بدون نسبة.